الله الرحمن الرحيم فهو أقطع وفي رواية عنه أيضاً كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله والصلاة علي فهو أقطع أبتر ممحوق من كل بركة والمراد بذي بال صاحب شأن في حال أو مآل فتحصل من مجموع الأحاديث أنه ينبغي أن يقع الابتداء بكل من الثلاثة وأن الابتدائية يعتبر فيها التوسعة في أجزائها الزمانية المقيدة بما قبل الشروع في المقاصد التصنيفية والترتيب مستفاد من ورود الآيات القرآنية فتعين تأخير الصلاة المحمدية عن الجملة الحمدية لنقصان مرتبة العبودية عن صفة الربوبية وأما تقديم الشاطي رحمه الله الجملة الصلاتية فلعله أراد بأن البسملة بمنزلة الشهادة للوحدة والتصلية بمنزلة الاعتراف بالنبوة وبهما يحصل مقام الإيمان فيناسب أن يقع بعده الحمد لله على ذلك الإحسان ثم إن الشاطي رحمه الله عليه تكلف وأتى بأجزاء البسملة منظومة لكنها متفرقة منفصلة ولم يسع الناظم هنا أن يأتي بتلك الطريقة فاكتفى بالحمدلة كما يدل على حديث كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه بذكر الله الجامع الرافع للنزاع في أن الابتداء يكون حقيقة وإضافة والحاصل أن المقصود من الأحاديث النبوية أن الابتداء لا يصدر في حال الغفلة ليفيد الإخلاص لله تعالى والاختصاص به وينفي الرياء والسمعة وليحصل له ببركة الابتداء توفيق الانتهاء وعدم الانقطاع في الأثناء سواء يكون ذكر الله في ضمن البسملة أو الحمدلة أو التصلية أو غيرها ولا يبعد أن المصنف جمع بينهما بأن تلفظ بالبسملة ولم يجعلها جزء أمن الكتابة وأما الشرح للشيخ زكريا فهو يشير إلى أن البسملة في أولها قبل الشروع فيها موجودة بحسب الكتابة لكنه مخالف لما عليه الأصول مع أنها لا تدخل تحت المقول ويؤيد ما ذكرنا قول ابن المصنف بدأ بالحمد تأسياً بالقرآن وبحديث الحمد في كل أمر ذي شأن وأغرب شارح مصري هنا حيث قال الوقف على بسم الله قبيح وعلى الرحمن كذلك وعلى الرحيم تام اهـ وهو كلام ناقص كما سيأتي حله في محله وكذا في قوله يجوز


الصفحة التالية
Icon