مقرئه وهو أبلغ في مقام البرهان ثم هو أعم من أني كون قارئاً أو غيره لأن المرء مع من أحبه وقيل الضمير في محبه راجع إلى النبي ﷺ وهو في غاية من البعد و كذا قول الشارح الرومي أصله مقرئين سقط النون بالإضافة وفي الجمع بين الآل والصحابة إيماء إلى اعتقاد أهل السنة خلافاً للخوارج والرافضة أبعدهم الله عن مرتبة المحبة ( تنيبه ) وقع اختلاف بين أكابر الأمة في أن النبوة أفضل أم الرسالة ولكل وجهة إذ النبوة المجردة من حيث التوجه إلى الله تعالى وأخذ الفيض منه سبحانه وتعالى أولى من حيث التوجه إلى الخلف وإيصال الفيض إليهم إلا أن الرسول من حيث إنه كامل مكمل أفضل من النبي من حيث إنه كامل مع أن الرسالة لا تنافي الولاية فله المرتبة الجمعية المستفادة من صفة الاصطفائية فإن الكامل الواصل إلى مرتبة جمع الجمع لا يحجبه الكثرة عن الواحد ولا الواحدة عن الكثرة وأما عبارة بعض الصوفية أن الولاية أفضل من النبوة فيعنون بها أن ولاية الرسول أفضل من النبوة كما سبق لا مطلقاً لئلا يلزم منه أن يكون الولي أفضل من النبي إذ لم يقل به أحد من أهل الإسلام وأما قول الحليمي يحصل الإيمان بقول الكافر آمنت بمحمد النبي بخلاف محمد الرسول لأن النبي لا يكون إلا نبيه والرسول قد يكون لغيره فمبني على الاستعمال العرفي إلا أن لفظ الإيمان يمنع من حمله على المعنى العرفي كما لا يخفى على أهل الإيقان وفي البيت إيماء إلى قوله عليه السلام اغد عالماً أو متعلماً أو مستعماً أو محباً ولا تكن الخامسة فتهلك رواه البزار والطبراني عن أبي بكرة ( وبعد فإن هذه مقدمة ) أي بعد ما تقدم من الحمد والصلاة وهي كلمة يؤتي بها للانتقال من @ غرض أو أسلوب إلى آخر ويستحب الإتيان بها في الخطب والمكاتبات اقتداء بالنبي عليه السلام كذا ذكره خالد وفيه الإتيان بأما بعد وهو مستحب بلا شبهة وإنما الكلام في وبعد ولا يبعد أن يقال مالا بدرك كله لا يترك كله


الصفحة التالية
Icon