قوله: ﴿لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ﴾ التَّفنيدُ: الإفسادُ، يقال: فنَّدت فلاناً، أي: أفدستُ رأيه ورددته. قال الشاعر: [البسيط]
٣١٥٠ - ب يَا صَاحبيَّ دَعَا لَوْمِي وتَفْنِيدِي | فَليْسَ مَا فَاتَ مِنْ بِمَرْدُودِ |
٣١٥١ - دَِ الدَّهْرُ يَفْعَلُ ما أرَاد فإنَّهُ | إذَا كُلِّفَ الإفْنادَ بالنَّاسِ أفْنَدا |
٣١٥٢ - إلاَّ سُليْمان إذْ قَالَ الإلهُ لَهُ | قُمْ فِي البَريِّيةِ فاحْدُدْهَا عنِ الفَندِ |
وجواب «لَوْلاَ» الامتناعية محذوفٌ، تقديره: لصَدَّقْتُمونِي ويجوز أن يكون تقديره: لأخبرتكم.
قال ابنُ الأنباريّ: «أفْنَدَ الرَّجلُ: إذا انْحَرفَ، وتغيَّر عَقْلهُ، وفند إذا جهل ونسب ذلك إليه».
وعن الأصمعيِّ قال: إذا كثر كلامٌ الرَّجلِ من خرفٍ فهو الفَنَد والتَّفنيد.
فصل
قال المفسرون: «لَوْلاَ أن تُفنِّدُون» تسفهون، وعن ابن عبَّاس رَضِيَ اللَّهُ عَنْه: تَجْهلُون، وقال الضحاك: تَهْرَمُون، تقولون: شَيْخٌ كبيرٌ قد خرفَ، وذهب عقلهُ.