قوله تعالى: ﴿سابقوا إلى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ﴾ الآية.
أي: سارعوا بالأعمال الصالحة التي توجب المغفرة لكم من ربكم.
وقيل: سارعوا بالتَّوبةِ؛ لأنها تؤدِّي إلى المغفرة. قاله الكلبي.
وقال مكحول: هي التكبيرة الأولى مع الإمام.
وقيل: الصف الأول.

فصل فيمن استدل بالآية على أن الأمر على الفور


احتج القائلون بأن الأمر على الفور بهذه الآية؛ لأنها دلت على وجوب المسارعة، فوجب أن يكون التراخي محظوراً.
قوله: ﴿وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السمآء والأرض﴾.
﴿عَرْضُهَا كَعَرْضِ﴾ : مبتدأ وخبر، والجملة صفة، وكذلك «أعِدَّتْ»، ويجوز أن تكون «أعدت» مستأنفة.

فصل في عرض الجنة


قال مقاتل: إنَّ السَّموات السَّبع والأرضين السبع لو جعلت صفائح، وألزق بعضها إلى بعض لكانت عرض جنة واحدة من الجنَّات، والعرض أقل من الطول، ومن عادة العرب أنها تعبر عن الشيء بعرضه دون طوله؛ قال: [الطويل]
٤٧٢٤ - كَأنَّ بِلادَ اللَّهِ وهْيَ عرِيضةٌ على الخَائفِ المطلُوبِ كفَّةُ حَابِلِ
وقال عطاء عن ابن عباس: يريد أنَّ لكل واحد من المطيعين جنَّة بهذه الصِّفة.


الصفحة التالية
Icon