القرآن، والأعمال بخواتيمها، ويؤيده قراءة علي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - واختاره الكسائي، فإنه قرأ: «خاتمةُ مِسْك» أي: آخره، كما يقال: خاتمُ النبيين، ومعناه واحد.
قال الفراء: وهما متقاربان في المعنى، إلا أن الخاتم: الاسم، والخِتَام: المصدر، كقولهم: هو كريم الطِّباع والطَّابع، والخِتَام والخَاتم.
وقال قتادة: يمزج لهم بالكافور، ويختم لهم بالمسك.
وقال مجاهد: مختوم، أي: مطين.
قوله: ﴿خِتَامُهُ﴾ أي: طينة مسك.
قال ابن زيد: ختامه عند الله مسك، وختام الدنيا طين.
وقرأ الكسائي: «خَاتَمهُ» بفتح التاء بعد الألف.
والباقون: بتقديمها على الألف.
فوجه قراءة الكسائي: أنه جعله اسماً لما يختم به الكأس، بدليل قوله: «مَخْتُوم». ثم بين الخاتم ما هو، فروي عن الكسائي أيضاً: كسر التاء، فيكون كقوله تعالى: ﴿وَخَاتَمَ النبيين﴾ [الأحزاب: ٤٠]، والمعنى: خاتم رائحته مسك ووجه قراءة الجماعة: أن الختام هو الطين الذي يختم به الشيء، فجعل بدله المسك.
قال الشاعر: [الوافر]
... كَأَنَّ مُشعْشَعاً مِنْ خَمْرِ بُصْرَى
نَمَتْهُ البَحْتُ مَشْدُودَ الخِتَامِ... وقيل: خلطه ومزاجه.
وقيل: خاتمته أي: مقطع شربه يجد الإنسان فيه ريح المسك.
قيل: سُمِّي المسك مسْكاً؛ لأن الغزال يُمسكه في سُرَّته، والمساكةُ: البُخْلُ وحبس