الضحاك: ألهاكم التشاغل بالمعاش والتجارة، يقال: لهيت عن كذا - بالكسر - ألهى لهياً، ولهياناً: إذا سلوت عنه، وتركت ذكره، وأضربت عنه، وألهاه: أي: شغله، ولهاه به تلهيه: أي: تملله والتكاثر: المكاثرة قال قتادةُ ومقاتل وغيرهما: نزلت في اليهود حين قالوا: نحن أكثر من بني فلان وبنو فلان أكثر من بني فلان، ألهاهم ذلك حتى ماتوا ضلالاً.
وقال ابن زيد: نزلت في فخذ من الأنصار.
وقال ابن عباسٍ: ومقاتل، والكلبي: نزلت في حيين من قريش: بني عبد مناف، وبني سهم، تعادوا وتكاثروا بالسادة، والأشراف في الإسلام، فقال كل حي منهم: نحن أكثر سيداً، وأعز عزيزاً، وأعظم نفراً، وأكثر عائذاً، فكثر بنو عبد مناف سهماً، ثم تكاثروا بالأموات، فكثرتهم سهم، فنزلت: ﴿أَلْهَاكُمُ التكاثر﴾ بأحيائكم فلم ترضوا ﴿حتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ﴾ مفتخرين بالأموات.
وعن عمرو بن دينار: حلف أن هذه السورة نزلت في التجار.
وعن شيبان عن قتادة، قال: نزلت في أهل الكتاب.
قال القرطبي: «والآية تعمّ جميع ما ذكر وغيره».
وروى ابن شهاب عن أنس بن مالك - رَضِيَ اللَّهُ عَنْه - أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ قال: «لَوْ أنَّ لابْنِ آدَمَ وادِساً مِنْ ذَهَبٍ، لأحَبَّ أنْ يكُونَ لَهُ وادِيانِ، ولنْ يَمْلأ فَاهُ إلاَّ التُّرابُ، ويتُوبُ اللهُ على مَنْ تَابَ»، رواه البخاري.
قال ثابت عن أنس عن أبيّ: كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت: ﴿أَلْهَاكُمُ التكاثر﴾. رواه البخاري.
قال ابن العربي: وهذا نصٌّ صريح، غاب عن أهل التفسير [فجهلوا وجهَّلوا، والحمد لله على المعرفة].
وقرأ ابن عباس: «أألهاكم» على استفهام التقرير والإنكار ونقل في هذا المد مع