أحدها: أنه من التقرُّش، وهو التجمُّع، سموا بذلك لاجتماعهم بعد تفرق، قال: [الطويل]
٥٣١٦ - أبُونَا قُصَيٌّ كَانَ يُدعَى مُجمِّعاً | بِهِ جَمَّعَ اللهُ القَبائلَ مِنْ فِهْرِ |
والثالث: أنه من التفتيش، يقال: قَرَشَ يقرش عني أي: فتش، وكانت قريش يفتشون على ذوي الخلاَّت، فيسدون خلَّتهم.
قال الشاعر: [الخفيف]
٥٣١٧ - أيُّهَا الشَّامِتُ المُقرِّشُ عَنَّا | عِنْدَ عَمْرٍو فَهلْ لهُ إبْقَاءُ |
فقال: لدابة في البحر يقال لها: القرش من أقوى دوابه، تأكل ولا تؤكل، وتعلُو ولا تُعْلَى.
وأنشد قول تبع: [الخفيف]
٥٣١٨ - وقُريشٌ هِيَ الَّتي تَسكنُ البَحْ | رَ بِهَا سُمِّيَتْ قُريشٌ قُرَيْشَا |
تَأكُلُ الرثَّ والسَّمينَ ولا تَتْ | رُكُ فِيهَا لِذِي جَناحَيْنِ رِيشَا |
هَكَذا في البِلادِ حَيُّ قُريْشٍ | يَأكُلونَ البِلادَ أكْلاً كَمِيشَا |
ولهُمْ آخِرَ الزَّمانِ نبيٌّ | يُكْثرُ القَتْلَ فِيهمُ والخُمُوشَا |
٥٣١٩ - غَلَبَ المَسامِيحَ الولِيدُ سَماحَةً | وكَفَى قُريْشَ المُعضِلاتِ وسَادَهَا |