٢- قراءة الحدر :
هو من حدَر يحدُر "من باب نصر" إذا أسرع، فهو من الحدور أي الهبوط؛ لأن الإسراع من لوازمه على عكس الصعود، فهي قراءة تتسم بالأداء السريع، وتتلاءم مع من يريدون الإكثار من القراءة رغبته في مزيد من الأجر.
وظواهرها القرائية تتمثل من : إدراج القراءة وسرعتها، وتخفيفها بالقصر والتسكين، والاختلاس، والبدل، والإدغام الكبير، وتخفيف الهمزة؛ ونحوها من الظواهر اللغوية التي وردت القراءة بها مع إيثار وصل، وإقامة الإعراب، ومراعاة تقويم اللفظ، وتمكن الحروف.
والقراءة بالحدر مذهب ابن كثير وأبي جعفر، وسائر من قصر المنفصل كأبي عمرو، ويعقوب وقالون، والأصبهاني عن ورش، وكالولي عن حفص، وأكثر العراقيين عن الحلواني عن هشام١.
٣- قراءة التدوير :
فهو عبارة عن التوسط بين المقامين من التحقيق والحدر.
وقد وردت هذه القراءة عن أكثر الأئمة ممن روى من المنفصل، ولم يبلغ فيه إلى الإشباع.
وهو مذهب سائر القراء، وصح عن جميع الأئمة، وهو المختارعند أكثر أهل الأداء.
قال ابن مسعود رضي الله عنه : لا تنثروه -يعني القرآن- نثر الدقل، ولا تهزوه هزَّ الشعر. وجاءه رجل فقال قرأت المفصل الليلة من ركعة، فقال : هزًّا كهز الشعر.
________
١ المرجع السابق ص٢٩٦.
١١١ | ٣٢٠


الصفحة التالية
Icon