وزاد عليهم يعقوب الحضرمي.
وكان عمل ابن جبير اتجاهًا من اتجاهات التحديد التي ظهرت من هذا العصر، وأول من سبع السبعة أبو بكر بن مجاهد١، وتابعه على ذلك من أتى بعده.
وشاع أمر القراء السبعة، والقراءات السبع.
وهذا التحديد أمر أكده العلماء.
يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله :"لا نزاع بين العلماء المعتبرين أن الأحرف السبعة التي ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن القرآن أنزل عليها ليست قراءات القراء السبعة المشهورة، بل أول من جمع ذلك ابن مجاهد"٢.
وهنا أمور لا بد من مناقشتها :
ماذا يعني التزام ابن مجاهد بالسبعة؟
هل هذا التحديد يعني إهدار من سواهم؟
ما القيمة العلمية لعمل ابن مجاهد؟
أما التحديد بالسبعة فيمكن أن نجيب عنه بما يأتي :
١- أن عثمان -رضي الله عنه- كتب سبعة مصاحف، ووجه بها إلى الأمصار، فجعل عدد القراء على عدد المصاحف.
٢- أنه جعل عددهم على عدد الحروف التي نزل بها القرآن وهي سبعة، على أنه لو جعل عددهم أكثر أو أقل لم يمنع ذلك؛ لأن عدد الرواة
________
١ أحمد بن موسى بن العباس بن مجاهد التميمي، شيخ القراء، ولد سنة ٢٤٥ بسوق العطش ببغداد، وتوفي سنة ٣٢٤ "طبقات القراء ج١ ص١٢٩".
٢ راجع النشر ج١ ص٩٧.
١٥٠ | ٣٢٠