وسمي بذلك لأنه في نفسه حسن ومفيد، لكن لا يجوز الابتداء بما بعده لتعلقه به لفظًا إلا إذا كان رأس آية فإنه يوقف عليه تنفيذًا للسنة كما سنشير لذلك بعد.
ومثاله الوقف على ﴿بِسْمِ اللَّه﴾ وعلى :﴿الْحَمْدُ لِلَّه﴾ وعلى ﴿رَبِّ الْعَالَمِين﴾.
وقد يكون الوقف حسنًا على تقدير، وكافيًا على تقدير آخر، وتامًّا على تقدير ثالث.
وذلك مثل قوله تعالى :﴿هُدًى لِلْمُتَّقِين﴾ يجوز أن يكون حسنًا إذا جعلت :﴿الّذِينَ يُؤْمِنُون﴾ صفة للمتقين. وإن جعلتها خبر المبتدأ محذوف، أو مفعولًا لفعل محذوف كان كافيًا، وإن جعلته مبتدأ خبره :﴿أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِم﴾ كان الوقف تامًّا.
٤- الوقف السنة :
وهو الوقف على رءوس الآيات.
وقد أجازه أكثر القراء، لما ورد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما ترويه عنه أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان إذا قرأ قطع قراءته آية آية يقول :﴿بِسْمِ الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾، ثم يقف، ثم يقول :﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين﴾ ثم يقف، ثم يقول :﴿الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾١.
ومن هنا سمي هذا الموقف : الوقف السنة، كما ذهب إلى ذلك بعض القراء.
________
١ رواه أبو داود، والترمذي وأحمد، وهو حديث حسن وسنده صحيح، وراجع النشر ج١ ص٣١٨.
١٦٣ | ٣٢٠