شأنه أن يقرأ ويتلى، حتى إن القرآن علمنا أن رسول الله ﷺ أمر بثلاثة أشياء جاءت في آية النمل التي ذكرناها آنفًا وهي :
أ- أن يعبد رب البلد الحرام ٢- أن يكون من المسلمين ٣- أن يتلو القرآن.
وفي هذا بيان أي بيان.
وثمت سمة أخرى :
هو للإنس والجن جميعًَا؛ لأنه كتاب الرسالة الشاملة الخاتمة :﴿وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآَنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ﴾، ﴿قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآَنًا عَجَبًا، يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآَمَنَّا بِهِ﴾.
وأنه مصدق لما قبله من الكتب ومهيمن عليها. فهو ناسخ لكل حكم فيها يخالفه.
وأنه الآية على الرسالة الخاتمة، ولذلك ضم كل عناصر البقاء، وما من يوم يمر إلا ويظهر جديد يشهد بقدره، وعلو شأنه، فلا تنتهي عجائبه.
ومن هنا تكفل رب العالمين بحفظه؟ إذ قال عز من قائل :﴿إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ﴾١.
وقد يسر الله تبارك وتعالى لهذا الكتاب من وسائل الحفظ وأسبابه، مما نذكر هنا بعضه دلالة على تحقق الوعد، واستمراره.
١ منها أنه :﴿نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ، عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾.
________
١ سورة الحجر : ٩.
١٧ | ٣٢٠


الصفحة التالية
Icon