تخفف١ نحو :"فإن، لأن، فبأي، والآخرة"٢.
أما طريقة حمزة في تخفيف الهمزة عند الوقف فقد فصلها أبو العز الواسطي القلانسي في كتابه الإرشاد٣. وكذلك ابن الباذش في الإقناع، ومكي في الكشف.
ويناقش مكي علة تخفيف الهمزة، ويذكر ثقلها، وبعد مخرجها، وتصرف العرب من تغيير لفظها.
أما تخصيص التخفيف بالوقف دون الوصل فعلته "أن القارئ لا يقف إلا وقد وهنت قوة لفظه وصوته فيما قرأ قبل وقفه، والهمزة حرف صعب اللفظ به، فلما كان الوقف يضعف فيه صوت القارئ بغير همز، كان فيما فيه همز أضعف، فخفف الهمزة في الوقوف للحاجة إلى التسهيل، والتخفيف على القارئ، مع أنها لغة للعرب، ومع نقله ذلك من أئمته٤.
أما عامة القراء الذين اتجهوا إلى تحقيق الهمزة في الوقف متوسطة أو متطرفة فحجتهم أنهم أتوا بالهمزة على أصل الكلام، وأنه وافق بين الوصل والوقف، وأنه إجماع من القراء غير حمزة، وأن التخفيف يحتاج إلى معاناة شديدة٥.
وقد ألف أبو محمد مكي بن أبي طالب كتابًا مفردًا في تخفيف الهمزة المتطرفة لحمزة وهشام، وذكر أمثلته وعلله، كما ذكر صور تخفيف الهمزة متوسطة ومتطرفة وعلل ذلك في كتابه الكشف عن وجوه القراءات السبع٦.
________
١ الكشف لمكي بن أبي طالب ج١ ص٩٥.
٢ هذه الحروف بالترتيب "البقرة : ٢٤، الرحمن : ١٣، الأعراف : ١٨٥، البقرة : ٤".
٣ قال القلانس : كان حمزة يلين الهمزة في الوقف إذا سكنت، ويقلبها إذا انضم ما قبلها واوًا، وإذا انكسر ياء، وإذا انفتح ألفًا، مثل :"المؤمنون، ذئب، اقرأ، من يشاء"، ونحو ذلك وإن تحركت بالفتح منونة جعلت بين بين. إلخ راجع إرشاد المبتدئ، تحقيق عمر الكبيس، رسالة مخطوطة بكلية اللغة العربية بإشرافنا.
٤ الكشف ج١ ص٩٥.
٥ المرجع السابق ص٩٨.
٦ راجع الكشف من ص١٠٠ إلى ص١١٨.
١٧٣ | ٣٢٠