يذهب ورش إلى أن كل همزة في أول كلمة سبقها ساكن تحذف. وتنقل حركتها إلى الساكن قبلها أيا كانت هذه الحركة إذا كانا من كلمتين بشرط ألا يكون الساكن حرف مد ولين، أو ميم الجمع. هذا في حالة الوصل، وفي حالة الوقف يحقق الهمزة لابتدائه بها.
ونلاحظ أن القراء يعاملون الأمثلة السابقة على هذا النحو.
وهذا النقل الذي اختص به ورش وهو لغة لبعض العرب.
وإن كان الساكن والهمزة في كلمة لم ينقل ورش الحركة إليه نحو :﴿شَيْئًا﴾، ﴿كَهَيْئَة﴾ [آل عمران : ٤٩]، [والمائدة : ١١٠]، ﴿جُزْءًا﴾ [البقرة : ٢٦٠]، ونحوه، إلا١ ﴿رِدْءًا يُصَدِّقُنِي﴾ [القصص : ٣٤]، فإنه خالف أصله فألقى الحركة على الدال وهما في كلمة، وتابعه على ذلك قالون فقرئت :"رِدًّا" بفتح الدال من غير همز.
وقد قسم أبو عمرو الساكن الواقع قبل الهمزة إلى ثلاثة أقسام :
١- أن يكون تنوينًا. نحو :"حامية، ألهاكم" [القارعة : ١١، التكاثر : ١]، ﴿مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا﴾ [الأعراف : ٩٤].
٢- أن يكون لام تعريف نحو :"الأرض، الآخرة، الأزفة"، وشبهه.
٣- أن يكون سائر حروف المعجم :﴿مَنْ آمَنَ﴾، ﴿قَدْ أَفْلَحَ﴾، ﴿خَلَوا إِلَى﴾ [البقرة : ١٤].
نخلص من هذا إلى باب النقل على ثلاثة أوجه :
________
١ روى نافع أن "رِدّا" في هذه القراءة ليس مخففًا من "ردءًا" وأنه فِعَل من قولهم : أردى على المائة أي زاد عليها، واستشهد ببيت حاتم :
وَأَسمَرَ خَطِّيًّا كَأَنَّ كُعوبَهُ نَوى القَسبِ قَد أَردى ذِرا العَشْرِ
والقسب : الصلب، أو تمر يابس يتفتت في الفم، صلب النواة. راجع ديوان حاتم ص١٢١، والبيان والتبيين ٣/ ٢٥، والإقناع ج١ ص٣٩٥ والصحاح للجوهري.
٢٠٦ | ٣٢٠


الصفحة التالية
Icon