أساس اختلاف القراءات :
لا يقوم اختلاف القراءات على اجتهاد الأشخاص، ووجهات أنظارهم، أو على أساس قياس يراعي القوم قواعده، وإنما القراءة سنة متبعة، تقوم على سند متواتر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر العلماء للقراءة الصحيحة أركانًا ثلاثة :
١- صحة سندها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم١.
٢- موافقتها لرسم المصحف.
٣- موافقتها وجهًا من وجوه العربية.
يقول ابن الجزري عن القراءة التي استوفت الأركان الثلاثة : لا يجوز ردها، ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعة التي نزل بها القرآن، ووجب على الناس قبولها، سواء أكانت عن الأئمة السبعة، عن العشرة، أم عن غيرهم من الأئمة المقبولين، ومتى اختل ركن من هذه الأركان الثلاثة أطلق عليها ضعيفة أو شاذة، أو باطلة، سواء أكانت عن السبعة أم عمن هو أكبر منهم هذا هو الصحيح عند أئمة التحقيق من السلف والخلف٢.
________
١ ذكر مكي بدل هذا الشرط : اجتماع العامة، ثم قال : والعامة عندهم ما اتفق عليه أهل المدينة وأهل الكوفة، فذلك عندهم حجة قوية فوجب الاختيار، وربما جعلوا العامة ما اجتمع عليه أهل الحرمين، وربما جعلوا الاختيار على ما اتفق عليه نافع، وعاصم فقراءة هذين الإمامين أوثق القراءات، الإبانة ص٨٩.
٢ النشر ج ١ ص٥٤.
٢٩ | ٣٢٠


الصفحة التالية
Icon