وأما الياء :
فأثبتت في "الأيدي" من قوله تعالى :﴿أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصَار﴾ ص، وحذفت من ﴿ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ﴾ ص، ويوقف على الأولى بإثباتها وعلى الثانية بحذفها، وهذا يدل على العلاقة الوطيدة بين الرسم والقراءات.
ويوقف بالياء كذلك على نحو :﴿مُعْجِزِي اللَّه﴾، ﴿مُحِلِّي الصَّيْدِ﴾، ﴿حَاضِرِي الْمَسْجِدِ الْحَرَام﴾، ﴿آَتِي الرَّحْمَن﴾، ﴿مُهْلِكِي الْقُرَى﴾، ﴿وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ﴾ من كل ياء ثبتت في الرسم وإن حذفت في الوصل.
وقدمنا تفصيلات في هذه الناحية عند حديثنا عن الأصول- فصل الياءات.
وأما الألف :
فإن حذفت في الوصل لالتقاء الساكنين فإنها ثابتة رسمًا ووقفًا نحو :﴿ذَاقَا الشَّجَرَة﴾، ﴿كِلْتَا الْجَنَّتَيْن﴾، ﴿يَأَيُّهَا النَّبِي﴾ إلا ثلاثة مواضع حذفت فيها الألف رسمًا، ويوقف على الهاء فيها من غير ألف وهي ﴿أَيُّهَ الْمُؤْمِنُون﴾ النور، ﴿يَا أَيُّهَ السَّاحِر﴾ الزخرف، ﴿أَيُّهَ الثَّقَلان﴾ الرحمن.
واتفق على إثبات الألف عند الوقف في قوله تعالى :﴿اهْبِطُوا مِصْرًا﴾ البقرة، ﴿وَلَيَكُونَنْ مِنَ الصَّاغِرِينَ﴾ يوسف، ﴿لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ﴾ العلق، وفي إذًا المنونة حيث وقعت، وألف ﴿لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي﴾ الكهف.
وتثبت الألف وقفًا وتحذف وصلًا كذلك في "أنا" الضمير وفي "الظنونا، الرسولا، السبيلا" في الأحزاب و"قواريرا" الأولى في سورة الإنسان، أما الثانية فتحذف ألفها وصلًا ووقفًا.
ومما حذف وصلًا ووقفًا كذلك وإن ثبت رسمًا ألف ثمود في أربعة مواضع :﴿أَلَا إِنَّ ثَمُودَا كَفَرُوا رَبَّهُمْ﴾ هود، ﴿وَثَمُودَا وَأَصْحَابَ الرَّسِّ﴾ الفرقان، ﴿وَثَمُودَا وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ﴾ العنكبوت، ﴿وَثَمُودَا فَمَا أَبْقَى﴾ النجم١.
ما ذكرناه هنا في بيان الثابت والمحذوف طبقًا لما ذهب إليه حفص.
________
١ راجع البرهان في تجويد القرآن للشيخ محمد الصادق قمحاوي.
٢٥٥ | ٣٢٠


الصفحة التالية
Icon