فكل زيادات في الرسم، حتى ولو كان الهدف منها التنسيق والتنظيم، والبيان كرهوها.
واستمر هذا التيار المحافظ حتى عصرنا الحاضر.
وأسهمت فيه لجنة الفتوى بالأزهر، وعندما سئلوا عن كتابة المصحف بخط الإملاء المعتاد أفتوا بعدم جواز ذلك التزامًا بما كان عليه الصحابة والتابعون١.
ورأى حفني ناصف وجوب المحافظة على الرسم العثماني لمعرفة القراءة المقبولة والمردودة، وفي المحافظة احتياط شديد لبقاء القرآن على أصله لفظًا وكتابة، فلا يفتح فيه باب الاستحسان٢.
رأي المطالبين بالرسم الإملائي.
في مقدمة هذا الرأي يؤكدون أن الهدف تيسير القرآن للناشئة حتى يقرؤه صحيحًا دون أن تعترضهم صعوبات الرسم، وقد بنوا حجتهم على عدة أسس.
منها أن الرسم العثماني ليس توقيفيًّا، وإنما كتب المصحف بالخط المتعارف عليه حينذاك، وعندما كان كتبة الوحي يكتبون ما ينزل من آيات ما أوصاهم الرسول عليه الصلاة والسلام بكتابة معينة، أو رسم معين أو زيادة أو نقص، ولو فعل لآمنا به ولحرصنا عليه، ولكان هذا الرسم توقيفيًّا كما قالوا.
بل إنهم ذهبوا إلى أبعد من هذا وقالوا : إن ما حدث إنما هو خطأ من الكتاب.
قال ابن خلدون :"لقد كان الخط العربي الأول الإسلام غير بالغ
________
١ مجلة الرسالة -العدد ٢١٦ سنة ١٩٣٧.
٢ مجلة المقتطف يوليو "تموز" ١٩٣٣.
٢٧٦ | ٣٢٠