هذه الحروف حروف خفية، والهمزة حرف جلد، بعيد المخرج، صعب في اللفظ، فلما لاصقت حرفًا خفيًّا، خيف عليه أن يزداد بملاصقة الهمزة له خفاء، فبين بالمد ليظهر، وكان بيانه بالمد أولى؛ لأنه يخرج من مخرجه بمد، فبين بما هو منه، وبيان حرفي اللين بمد دون البيان في حروف المد واللين لنقص حرفي اللين بانفتاح ما قبلهما عن حروف المد واللين اللواتي حركة ما قبلهن منهن، فقوين في المد لتمكنهن بكون حركة ما قبلهن منهن وضعف حرف اللين في المد لكون حركة ما قبله ليست منه"١.
ويقول في التعليل للاستعاذة : إن الاستعاذة دعاء إلى الله جل ذكره، واستجارة به من الشيطان وامتثال لما أمر به نبيه محمد عليه السلام؛ إذ قال له في كتابه :﴿فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآَنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ﴾٢.
________
١ المرجع السابق ص٤٥ وما بعدها.
٢ النحل : ٩٨ والكشف ج١ ص٧.
٢٨٨ | ٣٢٠