"ضرب زيدًا"، وحجتهم قراءة جعفر :﴿ليجزى قوما بما كانوا﴾١، أي ليجزى الجزاء قومًا٢.
وأما قراءة الباقين : ننجي بنونين، فهو فعل مضارع من : أنجى ينجي، والمؤمنين مفعول به، وكتبوا في المصاحف بنون واحدة على الاختصار، على اجتماع المثلين في الخط، ولأن النون الثانية تخفى عند الجيم بلا اختلاف، واختار ابن قتيبة هذه القراءة٣.
المراجع : الكشف ج٢ حجة القراءت لابن زنجلة، الحجة لابن خالوية، النشر ج٣.
قال الله تعالى :﴿لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنَ الصَّالِحِينَ﴾ [المنافقون : ١٠].
قرأ أبو عمرو "فَأَصَّدَّقَ وَأَكُونَ" بإثبات الواو في "أكون"، ونصبها.
وقرأ الباقون :﴿فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ﴾ بحذف الواو والجزم "أكن".
توجيه القراءة الأولى :
"أكون" منصوبة بالعطف على ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾؛ لأن "فأصدق" منصوب بأن مضمرة وجوبًا بعد الفاء، لوقوعها في جواب التمني، فهو محمول على مصدر "أخرتني"٤.
________
١ سورة الجاثية : ١٤.
٢ هذه القراءة لآية السجدة والآية التي معنا حجة للكوفيين في وقلهم بجواز نيابة غير المفعول به عن الفاعل، مع وجود المفعول به وخالفهم البصريون.
٣ الكشف ج٢ ص١١٤.
٤ يقول ابن خالويه "لولا" هنا للاستفهام والتخصيص، وتعبير مكي في الكشف بالتمني أنسب لسباق الآية.
٣٠٠ | ٣٢٠


الصفحة التالية
Icon