ارتضاها عثمان رضي الله عنه، وكتب بها المصاحف التي وزعت على الأمصار الإسلامية، وكانت خالية من النقط والشكل، وأمر أهل كل مصر أن يقيموا مصحفهم على المصحف المبعوث إليهم١ فأصبحت قراءة كل قطر تابعة لرسم مصحفهم٢.
فكان هذا الرسم ضابطًا للقراءات جميعًا، كما عدت موافقته أساسًا من أسس قبولها، لا سيما وأن من كتبوا المصاحف لعثمان كانوا من خيرة الصحابة، وخيرة القراء الحفاظ. وأصبحت دراستنا لعلم رسم المصحف وسيلة من الوسائل المعينة على إدراك أبعاد هذا العلم العظيم.
ثالثها : علم توجيه القراءات والاحتجاج لها : تفور على الاحتجاج النحوي والصرفي واللغوي للقراءات عدد كبير من العلماء. منذ أوائل القرن الرابع الهجري. على أنه في القرن الثاني والثالث استشهد النحويون بالقراءات خلال عرضهم للمسائل النحوية، ومن الجائز أن يكون هناك كتب ألفت في الاحتجاج للقراءات لكن لم تصل إلينا.
أما أول من ألف في الاحتجاج فهو أبو بكر بن السراج، ذكر ابن النديم في الفهرست أنه له كتاب "احتجاج القراءة"٣.
كما ذكر أن القارئ النحوي أبا طاهر عبد الواحد البزار، له كتاب : الفصل بين أبي عمرو والكسائي٤.
________
١ فضائل القرآن الكريم لابن كثير ص٢٩.
٢ غيث النفع للصفاقسي ص١١٤.
٣ راجع الفهرست ص٤٩، وبغية الوعاة ج١ ص٤٤، وذكر ابن النديم أن أبا محمد عبد الله بن جعفر بن درستويه المتوفى سنة نيف وثلاثين وثلاثمائة ألف كتابًا في : الاحتجاج للقراء "راجع الفهرست ص٥٣، ص ٩٤.
٤ الفهرست ص٤٩.
٤١ | ٣٢٠