القراء من الصحابة :
منذ نزلت آيات الكتاب الكريم أول ما نزلت في الليلة المباركة التي يفرق فيها كل أمر حكيم تستنبت بذور العقيدة الصحيحة في القلوب المؤمنة، كما تحيي القيم الراشدة في سلوكهم ومجتمعهم كانت تلاوة هذه الآيات هدفًا إسلاميًّا، وعبادة تسمو بصاحبها إلى منزلة الرضوان من رب العالمين.
يقول جل شأنه في أمره الكريم لنبيه المصطفى :﴿إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآَنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَقُلْ إِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنْذِرِينَ﴾١.
فكما أمر النبي عليه الصلاة والسلام بعبادة رب البيت أمر بتلاوة القرآن الكريم لينشر أشعة الهداية تبدد ظلمات القلوب الضالة. فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- بذلك إمام القراء وقدوتهم وتبعه الجماهير من صحابته الكرام والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
عن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : قال رسول الله -صلى
________
١ سورة النمل : ٩١، ٩٢.
٦٩ | ٣٢٠