روى القراءة عنه عرضًا جماعة كثيرة من مشاهير الأعلام مثل أبي زيد الأنصاري، والأصمعي، وعيسى بن عمر، ويحيى اليزيدي، وسيبويه، وكانت دفاتره ملء بيت إلى السقف.
وأبو عمر من الطبقة الثالثة بعد الصحابة، حكى عنه أنه قال : كنت رأسًا والحسن حي. يعني البصري وقد مر به الحسن، وحلقته متوافرة، والناس عكوف فقال : لا إله إلا الله، كادت العلماء أن يكونوا أربابًا، كل عز لم يؤكد بعم فإلى ذل يؤول".
انتشرت قراءته بين العلماء، ثم أقبل عليها العامة.
وقد صحت فيه فراسة شعبة حين قال : انظروا ما يقرأ أبو عمرو مما يختار لنفسه فإنه سيصير للناس إسنادًا".
ويقول ابن الباذش : وكان أبو عمرو أعلم الناس بالغريب والعربية والقرآن والشعر، وبأيام العرب وأيام الناس، وتتبع حروف القرآن تتبعًا استحق بها الإمامة، وشهد له بها أئمة وقته كأبي بسطام شعبة بن الحجاج.
وقد شهد له ابن الجزري فقال : القراءة التي عليها الناس اليوم -يعني : في عهده حيث كانت المائة التاسعة للهجرة- بالشام والحجاز، واليمن ومصر هي قراءة أبي عمرو، فلا تكاد تجد أحدًا يلقن القرآن إلا على حرفه خاصة من الفرش.
قال الأصمعي : مات أبو عمرو سنة ١٥٤هـ، وقيل : سنة ١٥٧هـ، وقيل : غير ذلك، وكانت وفاته بالكوفة عن ست وثمانين سنة١.
________
١ راجع في ترجمته معرفة القراء الكبار ١/ ٨٣ والنشر ١/ ١٣٤ وغاية النهاية ١/ ٤٤٣ والأعلام ٣/ ٧٢.
٨٤ | ٣٢٠