… قرن الله تبارك وتعالي بين القرآن والسنة في آيات عديدة في كتابه العزيز، وسمي السنة النبوية بالحكمة ليشير إلي أن القرآن لا يمكن فهمه ولا تطبيقه إلا بطريقة السنة، فكيف ينكر من أنكر السنة واكتفى بالقرآن، إن هذا هو الضلال بعينه، فمن أنكر السنة فقد أنكر القرآن، ومن كذَّبَ السنة فقد كذَّب َالقرآن، والغرض من هذه الدعوة الخبيثة (إنكار السنة ) هو هدم المصدر الثاني من مصادر التشريع حتى لا يمكن فهم القرآن، ولا العمل بالقرآن، وبالتالي هجر وهدم القرآن، وهذا بعون الله لن يكون (وإنا له لحافظون ).
الفتوى فى القرآن
... بين الله فى كتابه الكريم لعباده المؤمنين الأحكام التى علم أن فيها سعادتهم فى الدنيا والآخرة، وصلاحهم أفراداً وجماعات، وكان للقرآن فى بيان تلك الأحكام طريقان :
الطريق الذى لم يسبق بسؤال :
أ – وهو إما عن توجيه الأوامر و النواهى الى المؤمنين توجيها مبتدأ غير مسبوق بسؤال سائل : وهو أن يناديهم أولاً بوصف الأيمان فيهديهم للأستماع، ويحفزهم للعمل ويرشدهم الى أن تلك الأحكام من مقتضيات الإيمان مثل " ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص فى القتلى " البقرة ١٧٨، ومثل " ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام " ١٨٣: البقرة، وهذا المسلك هو الأصل والغالب، وقد يقع التمهيد بنداء النبى ﷺ ويكون الحكم للجميع " ياأيها النبى إذا طلقتم النساء " الطلاق : ١
ب – أما أن يذكر الحكم أمراً ونهياً مجردا من النداء المذكور مثل " ولا تجعلوا لله عرضة لأيمانكم " البقرة : ٢٢٤، ومثل " لا يؤاخذكم الله باللغو فى أيمانكم " البقرة ٢٢٦، وهكذا الى أخر ما فى القرآن من الآيات الأحكامية التى لم يمهد فيها بنداء المؤمنين
الطريق المسبوق بسؤال :-


الصفحة التالية
Icon