ولو كان ﷺ قد ألف القرآن لأزال منه سورة الرعد و هى التى تقدح فى عمه، أو يعاتب الله فيها رسوله فى عمه أبى طالب، و لأكثر سيدنا محمد من ذكره لنفسه فى القرآن فبينما ذكر سيدنا موسى ١٣٦ مرة، ذكر سيدنا محمد ﷺ فقط أربع مرات، ولكانت سورته تأتى فى مقدمة القرآن لا فى الترتيب ٤٧ ولكان عدد آياتها أكبر وأطول وليس ٣٨ آية بينما البقرة ٢٨٦، وآل عمران ٢٠٠، ويونس ١٠٩، وهود ١٢٣، ويوسف ١١١، وإبراهيم ٥٢ و هكذا، ولا يزال من القرآن التعابير الزجرية التى وجهها الله لرسوله ( فلا تكونن من الممترين ) أو تلك الموجهة لذاته ومقصود بها قومه مثل ( ولا تكونن من الذين كذبوا بآيات الله فتكون من الخاسرين ) و ( ولا تكون ظهيراً للكافرين ) ولا أزال كما قلت وأكرر سورة المسد و سبب نزولها (عمه عبد العزى ) أبولهب، أو قال عن عمه أبو طالب بأنه مسلم ( ليس عليهم بمسيطر إلا من تولى وكفر ) من القرآن أو لم يثبت أصلاً آيات العتاب من رب العزة لرسوله الكريم، أو الآيات التى يَمُن الله تعالى فيها عليه بإصطفائه للرسالة و تثبيته عليها، أوبدل فى القرآن ما يشاء حين طلب منه المشركون أن ينزل القرآن ببعض أهوائهم ولرغباتهم ولكن جاء القرآن الذى هو من عند الله ليرد طلبهم ( قل ما يكون لى أن أبدله من تلقاء نفسى، إن أتبع إلا ما يوحى إلى )، ولأزال من القرآن كلمة ( قل ) وأمثالها ( نبئ، وأنذر، وبشر )، ولعجل ببراءة زوجه السيدة عائشة فى حادثة الإفك وظل هو ﷺ فى حيره من أمره قرابة الشهر، و لو خدع الصادق المصدوق الدنيا كلها ما خدع نفسه وهذه الآية رقم ٦٧ من سورة المائدة ما قرأتها إلا وازداد يقينى يقينا بصدف قوله ورسالته ( والله يعصمك من الناس ) فالرسول قبلها هو الذى طلب الحراسة عليه ( ألا رجل صالح يحرسنا الليلة ) فيأتيه سعد وحذيفة بسلاحهما وكان يحرسه من بنى هاشم رجالا يرسلهم معه


الصفحة التالية
Icon