والحديث الذي رواه الترمذي عن أبي بن كعب قال : قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: إني أمرت أن أعرض عليك القرآن: فقال : بالله آمنتُ، وعلي يديك أسلمت، ومنك تعلمت قال: فرد النبي صلي الله عليه وسلم القول فقال: يا رسول الله وذُكرتُ هناك ؟ قال : نعم بإسمك ونسبك في الملأ الأعلى قال: فاقرأ إذًا يا رسول الله.
…هو من كان يختم القرآن في كل ثماني ليالي، ويقول سيدنا عمر بن الخطاب عن أبي بن كعب :-"هذا سيد المسلمين " … فرحمة الله علي سيدنا أبي بن كعب.
٢ ) زيد بن ثابت بن الضحاك : كتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وسلم، وأمره أبو بكر رضي الله عنه أن يجمع القرآن، وأمره عثمان فكتب المصحف وأبي بن كعب يملي عليه، فإنه لما كان يوم اليمامة وقد كان يوم قتل فيه كثير من القراء وتهيب أبو بكر أن يذهب كثيراً من القرآن فأشار سيدنا عمر إلي سيدنا أبو بكر بجمع القرآن، وتهيب أبو بكر متعللاً بأن هذا الأمر لم يفعله رسول الله صلي الله عليه وسلم فطمأنه عمر بأن فيه خير فأرسل أبو بكر لزيد بن ثابت وعرضا عليه الأمر وقال أبو بكر لزيد: فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله عز وجل لذلك صدري ورأيت الذي رأي عمر ( أي جمع القرآن ) وإنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك، كنت تكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وسلم فتًتَّبع القرآن فاجمعْه.
فيقول زيد : فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن ولقد شهد لزيد رسول الله صلي الله عليه وسلم :"أرحم أمتي أبو بكر، وأشدها في دين الله – عز وجل – عمر، وأصدقها حياء عثمان، وأعلمها بالفرائض زيد بن ثابت "
مراحل تنزيل القرآن
١ ) التنزيل الأول : صدور القرآن من الذات الإلهية إلفي اللوح المحفوظ :
وذلك أمر غيبي أزلي بطريقته وفي وقت لا يعلمه إلا الله، وكان جملة واحدة لا مفرقاً، فوجب الإيمان به مع تفويض علم كيفيته إلي الله عز وجل.