وقيل: لو لم يبتل العقل الذي هو أشرف البدن لاستمر العالم في أبهة العم على التمرد؟ فبذلك يستأنس إلى التذلل بعز العبودية؟ والتشاغل به هو موضع خضوع العقول لبارئها استسلاما واعزافآ بقصورها.
وفي ختم الآية بقوله تعالى: روما يذكر إلا اورو الألباب ! أ آل عمران: ٧، ، تعريض بالزائغين، ومدح للراسخيين- يعني من لم يتذكر ويتعظ ويخالف هواه فليس من ذوي العقول؟ ومن ثم قال الراسخون: ربنا لا تزغ قلوبنا تغذ إذ هديتنا... إلى آخر الآية؟ فخضعوا لبارئهم لاستنزال العم ا!لذني بعد أن استغاثوا به من الزيغ النفساني.
وقال الخطابي: التشابه على ضربين: أحدها ما إذا رد إلى الحكم واعتبر به غرف معناه. والآخر ما لا سبيل إلى الوقوف على حقيقته؟ وهو الذي يتبعه أهل الزيغ فيظنون تأويله، ولا يبلغون وثقه؟ فيرتابون به فيفتتنون.
وقال ابن الحصار: وستتم الله آيات القرآن إلى محكم ومتشابه، وأخبر عن المحكمات أ شكا أم الكلتاب؟ لأنه إليها ترد النشا نكات، وهي التي تعتمد في فهم مراد الله من خلقه، أي في كل ما تعتدهم به من معرفته وتصديق رسله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه. وبهذا الاعتبار كانت أمهات. ثم أخبر عن الذين في قلوبهم زيغ أنهم هم الذين يتبعون ما تشابه منه.
ومعنى ذلك أن من لم يكن على يقين من المحرمات، وفي قلبه شك واستجابة كانت راحته في تتبع الأكلات النشا نكات؟ ومراد الشارع منا التقدم إلى فهم المحرمات، وتقديم الأمهات، حتى إذا حصل اليقين، ورسخ العم لم تبال بما أشكال عليك.
وفراد هذا الذي في قلبه زيغ التتبع إلى الشكليات، وفهم التشابه قبل فهم الأمهات، وهو عكس المعقول والمعتاد والشروع، ومثل هؤلاء من الشرفي الذين يرزحون على رسلهم آيات غير الآيات التي جاءوا عكا، ويظنون أنهم لو جاءتهم آيات أخر آمنوا عندها جهلا منهم، وما علموا أن الإيمان بإذن الله تعالى. انتهى.
١٠٨


الصفحة التالية
Icon