الآيات. فإن الأولى ختمت بقوله: (لعلكلم تعقلون) ١ الأنعام: ١٥١، ، والثانية بقوله: ولعلكم تذكرونه ١ الأنعام: ١٥٢، ، والثالثة بقوله: ولعلكم تتقون ! أ الأنعام: ١٥٣، ؟ لأن الوصايا التي في الآية الأولى إنما يحمل على تركها عديم العقل الغالب على الهوى؟ لأن الإدراك بالله لعدم استعمال العقل الدال على توحيده وعظمته. وكذلك عقوق الوالدين لا يقتضيه العقل لسبق إحسانها إلى الولد بكلل طريق. وكذلك قتل الأولاد من الإملاق مع وجود الرازق الحي الكريم، وكذلك إتيان الفواحش لا يقتضيه عقل. وكذلك قتل النفس لغيظ أو غضب في القاتل، فخ!ئن بعد ذلك يعقلون.
وأما الثانية، فلتعلقها بالحقوق المالية والقولية، فإن من ٣ أن له أيتامي يخلفهم
من بعده لا يليق به أن يعامل أيتام غيره إلا بما يجب أن يعامل به أيتامه. ومن إكليل أو يزن أو يشهد لغيره لو كان ذلك الأمر له لم يحب أن يكون فيه خيانة ولا تخس. وكذا من وعد له وعد لم يحب أن ئخقف، ومن أحب ذلك عامل الناس به ليعاملوه بمثله، فزك ذلك إنما يكون لغفلته عن تدبر ذلك وتأمله؟ فلذلك ناسب الختم بقوله: لعلكم تذكرون.
وأما الثالثة فلأن ترك اتباع شرائع الله الدينية يؤدي إلى غضبه وإلى عقابه فحسين (لعلكلم تتقون !؟ أي عقاب الله بسببه.
ومن ذلك قوله تعالى في الأنعام أيضاً سوهو الذي جعل لكم التجوتم... ! الآيات، فإنه ختم الأولى بقوله: القوم يعلمون)، والثانية بقوله: القوم يفقهون !؟ والثالثة بقوله: القوم يؤمنون ! أ الأنعام: ٩٧، ٩٨، ٩٩،. وذلك لآن حساب النجوم واياهتداة بها يختص بالعلماء من ذلك، فناسب ختمه ويعلمون. وإنشاء الخلائق من نفس واحدة ونقلهم من صلب إلى رحم ثم إلى الدنيا ثم إلى حياة وموت، والنظر في ذلك والفكر فيه أدق، فناسب ختمه ويفقهون؟ لأن الفقه فهم الأشياء الدقيقة. ولما ذكر ما أنعم به على عباده من سعة الأقوات وافي رزاق والثمار وأقول ذلك ناسب ختمه بالإيمان الداعي إلى شكره تعالى على نعمه.


الصفحة التالية
Icon