وأما سورة النساء٥ تيه-. حما أحكام الأسباب التي بين الناس، وهي نوعان: محلوقة دنه تعالى، ومقدرة لهم؟ كالنسب والصهر؟ ولهذا افتتحت بقوله: أيا أ نصا الناس اتقوا ربكلم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زؤتجها! أ النساء: ا،. ثم قال: (واتفوا الله الذي تساق دون به والأرحام !. فانظر هذه الناسبة العجيبة بالافتتاح وبراعة الاستهلال، حيث تضمنت الآية المفتتح نصا نظير السورة في أحكامه من نكلاس النساء ومحرماته، والمواريث المتعلقة بالأرحام؟ وإن ابتداء هذا الأمر كان بخلق آدم ثم بخلق زوجه منه، ثم بث منهما رجالا كثيرا ونساء في غاية الكر ة.
وأما المائدة فقد تضمنت بيان تمام الشرائع، وتكتلات الدين، والوفاء بعهود الرسول، وما أخذ على الأمة، وبهما تم الدين؟ فهي سورة التكلميل؟ لأن فيها تحريم الصيد على المحرم الذي هو من تمام الإحرام، وتحريم الخمر الذي هو من تمام حفظ العقل والدين، وعقوبة العقدين من السراق والمحاربين الذي هو من تمام نوظ الدماء والأموال، وإحلال الطيبات الذي هو من تمام عبادة الله؟ ولهذا ذكر فيها ما يختص بشريعة محدد؟ كالوضوء، والتيمم، والحكم بالقرآن علا كل ذي دين؟ ولهذا أكد فيها من لفظ الإتمام والإكمال، وذكر فيها أن من ارتد غوين الله بخير منه، ولا يزال هذا الدين كاملاً ولهذا ورد فيهاش أنها آخر ما نزل، لما فيها من إشارات الختم وإلمام.
وهذا الكتيب بين هذه السور الأربع المدنيات من أحسن الكتيب.
وقال أبو جعفر بن الزبير: حكى الخطابي أن الصحابة لما اجتمعوا على مع القرآن، ووضعوا سورة " القذر لا عقمت " الغرق لا، استدلوا بذلك على أن المراد بذلك الكلناية في قوله: وإنا أنزلناه في ليلة القذيى! الإشارة إلى قوله اقرأ.
قال القاضي أبو بكر بن العربي: وهذا بديع جداً
٥٤


الصفحة التالية
Icon