وقال الأصبهاني في تفسيره: أعم أن إعجاز القرآن ذكر من وجهين: أحدهما إعجاز يتعلق بنفسه. والثاني بصرف الناس عن معارضته؟ فالأول إما أن يتعلق بفصاحته وبلاغته أو بمعناه. أما الإعجاز التعلق بفصاحته وبلاغته فلا يتعلق بعنصره الذي هو اللفظ والمعنى، فإن ألفاظه ألفاظهم؟ قال تعالى: (فزآنآ غزبتا! أ يوسف: ٣،. (بيستان غزيت ! أ الشعراء: ١٩٥،. ولا بمعانيه؟ فإن كثيرا منها موجود في الكتب المتقدمة، قال تعالى: (ؤإنة تمت زموبر الأولين ! أ الشعراء: ١٩٦،. وما هو في القرآن من المعارف الإلهية وبيان البدء والمعاد، والإخبار بالغيب؟ فإعجازه ليس براجع إلى القرآن من حيث هو قرآن، بل أكو شكا حاصلة من غير سبق تعليم وتعم، ولكون الإخبار بالغيب إخبارا بالمغيب سواء كان بهذا النظم أو بغيره، موزدي بالعربية أو بلغة أخرى، بعبارة أو إشارة، فإذا فالنظم المخصوص صورة القرآن، واللفظ والعنف عنصره، وباختلاف الصور يختلف حكم الشيء واسمه لا بعنصره، كالقرط والخاتم والسوار، فإنه باختلاف صورها اختلفت أسماؤها، لا بعنصرها الذي هو الذهب والفضة والحديد؟ فإن الخاتم المتخذ من الذهب ومن الفضة ومن الحديد يسمى خاتمي، وإن كان العنصر نحتلفآ. وإن اتخذ خاتم وفقط وسوار من ذهب اختلفت أسماؤها باختلاف صورها وإن كان العنصر واحدة. قال: فظهر من هذا أن الإعجاز المختص بالقرآن يتعلق بالنظم المحصول.


الصفحة التالية
Icon