فالمشبه مثار التراب فوق الرؤس والاسياف والمشبه به الليل المتساقطة كواكبه وكل منهما مركب أو مركب بمفرد كقوله
تريا نهارا مشمسا قد شابه
زهر الربى فكأنما هو مقمر
فالمشبه النهار المشمس الذي خالطته الأزهار فنقصت من ضوء الشمس باخضرارها حتى صار يضرب إلى السواد وذلك مركب والمشبه به مقمر وهو مفرد فإن تعدد طرفاه أي المشبه والمشبه به فملفوف ومفروق أي هما قسمان الأول أن يؤتى أولا بالمشبهات ثم بالمشبه بها كقوله يصف العقاب بكثرة صيد الطيور
كأن قلوب الطير رطبا ويابسا
لدي وكره العناب والحشف البالي
والثاني أن يؤتى بمشبه به ومشبه به ثم بآخر وآخر كقوله
النشر مسك والوجوه دنا
نيرو أطراف الأكف عنم
أو تعدد الطرف الأول وهو المشبه فقط فتسوية أي فهو تشبه التسوية كقوله
صدغ الحبيب وحالي
كلاهما كالليالي
أو تعدد الثاني وهو المشبه به فقط فجمع أي تشبيه جمع كقوله
كأنما يبسم عن لؤلؤ
منضد أو برد أو أقاح
شبه الثغر بثلاثة أشياء
ثم التشبيه تمثيل إن انتزع وجهه من متعدد كما مر من تشبيه مثار النقع مع الأسياف وإلا بأن لم ينتزع من متعدد فغيره ثم هو ظاهر إن فهمه كل أحد نحو زيد أسد وألا بأن لم يدركه إلا الخواص فهو خفي كقول امرأة سئلت عن بنيها أيهم أفضل فقالت هم كالحلقة المفرغة لا يدري أين طرفاها أي هم متناسبون في الشرف لا تفاضل بينهم كما أن الحلقة متناسبة الأجزاء في الصورة لا يمكن تعيين بعضها طرفا وبعضها وسطا ثم هو قريب إن انتقل من المشبه به بلا تدقيق في النظر لظهور وجهه كتشبيه الشمس بالمرآه المجلوة في الاستدارة والإشراق وإلا بأن لم ينتقل إليه بفكر وتدقيق فهو بعيد كما سبق في قوله وكان محمر الشقيق ثم هو مؤكد إن حذفت أداته أي التشبيه نحو وهي تمر مر السحاب وقوله
والريح تعبث بالغصون وقد جرى
ذهب الأصيل على لجين الماء