الثالث أن الدنيا زائلة فانية والآخرة آتية باقية وأنك في الدنيا مسافر ولا بد أن ينتهي سفرك وتصل إلى دارك فاحتمل مشقات السفر واجتهد في عمارة دارك واصلاحها وتزينها في هذا الأمد القليل لتتمتع بها دهرا مديدا بلا تصب والمؤمن حقا من كملت فيه شعب الإيمان وهي بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة
وذلك الإيمان بالله وصفاته وحدوث ما دونه وبملائكته وكتبه ورسله والقدر واليوم الآخر ومحبة الله والحب والبغض فيه ومحبة النبي ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ واعتقاد تعظيمه وفيه الصلاة عليه واتباع سنته والإخلاص وفيه ترك الرياء والنفاق والتوبة والخوف والرجاء والشكر والوفاء والصبر والرضا بالقضاء والحياء والتوكل والرحمة والتواضع وفيه توقير الكبير ورحمة الصغير وترك الكبر والعجب
وترك الحسد والحقد والغضب والنطق بالتوحيد وتلاوة القرآن وتعلم العلم وتعليمه والدعاء والذكر وفيه الإستغفار واجتناب اللغو والتطهر حسا وحكما وفيه اجتناب النجاسات وستر العورة والصلاة فرضا ونفلا والزكاة كذلك وفك الرقاب والجود وفيه الإطعام والضيافة والصيام فرضا ونفلا والإعتكاف والتماس ليلة القدر والحج والعمرة والطواف والفرار بالدين وفيه الهجرة والوفاء بالنذر والتحري في الإيمان وأداء الكفارات والتعفف بالنكاح والقيام بحقوق العيال وبر الوالدين وتربية الأولاد وصلة الرحم وطاعة السادة والرفق بالعبيد والقيام بالأمر مع العدل ومتابعة الجماعة وطاعة أولي الأمر والإصلاح بين الناس
وفيه قتال الخوارج والبغاة والمعاونة على البر وفيه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود والجهاد وفيه المرابطة وأداء الأمانة ومنها الخمس والقرض مع وفائه وإكرام الجار وحسن المعاملة وفيه جمع المال من حله وإنفاق المال في حقه وفيه ترك التبذير والسرف ورد السلام وتشميت العاطس وكف الضرر واجتناب اللهو وإماطة الأذى عن الطريق
خاتمة