ومن المرتبة العليا ما أطلق عليه بعض الأئمة أنه أصح الأسانيد كالشافعي عن مالك عن نافع عن ابن عمرو والزهري عن سالم عن أبيه وابن سيرين عن عبيدة عن علي والنخعي عن علقمة عن ابن مسعود ودون ذلك كرواية يزيد بن عبد الله بن أبي بردة عن أبيه عن جده عن أبي موسى وكحماد بن سلمة عن ثابت عن أنس ودون ذلك كسهيل عن أبيه عن أبي هريرة والعلاء عن أبيه عن أبي هريرة فإن خف الضبط أي قل مع وجود بقية الشروط فحسن وهو يشارك الصحيح في الإحتجاج به وإن كان دونه وأما تفاوته فأعلاه ما قيل بصحته كرواية عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده ومحمد بن اسحق عن عاصم بن عمر عن جابر وزيادة راويهما أي الصحيح والحسن أي العدل الضابط على غيره مقبول إذ هي في حكم الحديث المستقل وهذا إذا لم تناف رواية من لم يزد فإن نافت بأن لزم من قبولها رد الأخرى احتيج إلى الترجيح فإن كان لأحدهما مترجح فالآخر شاذ وقد ذكرناه حيث قلنا فإن خولف أي الراوي بأرجح منه لمزيد ضبط أو كثرة عدد ونحو ذلك من المرجحات فشاذ والأرجح يقال له المحفوظ مثاله ما رواه الأربعة إلا أبا داود من طريق ابن عيينة عن عمرو بن دينار عن عوسجة عن ابن عباس أن رجلا توفي على عهد رسول الله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ ولم يدع وارثا إلا مولى هو أعتقه الحديث وتابع ابن عيينة على وصله ابن جريج وغيره وخالفهم حماد بن زيد فرواه عن ابن دينار نحن عوسجة ولم يذكر ابن عباس قال أبو حاتم المحفوظ حديث ابن عيينة فحماد من أهل العدالة والضبط ومع ذلك رجح رواية الأكثر
وعرف من هذا أن الشاذ ما رواه المقبول مخالفا لمن هو أولى منه أما إذا كانت المخالفة من غير مقبول فلا يسمى شاذا بل منكرا وإن سلم من المعارضة بأن لم يأت خبر يضاده فمحكم ومثاله كثير وإلا أي وأن عورض وأمكن