منزه تعالى عن التجسيم واللون والطعم والعرض والحلول أي عن أن يحل في شيء لأن هذه حادثة وهو تعالى منزه عن الحدوث والجسم ما يقوم بنفسه
والعرض ما يقوم بغيره ومنه اللون والطعم فعطفه عليهما عطف عام على خاص فهو كما قال تعالى في كتابه العزيز ) ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ( وما ورد في الكتاب والسنة من المشكل من الصفات نؤمن بظاهرة وننزه عن حقيقته كقوله تعالى ) الرحمن على العرش استوى ( ) ويبقى وجه ربك ( ) ولتصنع على عيني ( ) يد الله فوق أيديهم ( وقوله ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ إن قلوب بنى آدم كلها كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه كيف يشاء رواه مسلم ثم نفوض معناه المراد إليه تعالى كما هو مذهب السلف وهو أسلم أو تؤول كما هو مذهب الخلف فنؤول في الآيات الاستواء وبالاستيلاء والوجه بالذات والعين باللطف واليد بالقدرة والمراد بالحديث أن قلوب العباد كلها بالنسبة إلى قدرته تعالى شيء يسير يصرفه كيف يشاء كما يقلب الواحد من عباده اليسير بين اصبعين من أصابعه
والقدر وهو ما يقع من العبد المقدر في الأزل خيره وشره كائن منه تعالى بخلقه وإرادته ما شاء كان وما لا يشاء فلا يكون يغفر الشرك المتصل بالموت بل غيره أن شاء قال تعالى ) إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ( لا يجب عليه تعالى شيء لأنه سبحانه خالق الخلق فكيف يجب لهم عليه شيء أرسل تعالى رسله مؤيدين منه بالمعجزات الباهرات أي الظاهرات وختم بهم محمد ﴿صلى الله عليه وسلم﴾ كما قال تعالى ) ولكن رسول الله وخاتم النبيين ( وفي العبارة من أنواع البلاغة قلب لطيف والأصل وختمهم بمحمد والنكتة الإشارة إلى أنه الأول في الحقيقة وفي بعض أحاديث الإسراء وجعلتك أول النبين خلقا وآخرهم بعثا رواه البزار من حديث أبي هريرة
والمعجزة المؤيد بها الرسل أمر خارق للعادة بأن تظهر على خلافها


الصفحة التالية
Icon