…قلنا من ذى قبل أن التجويد معناه الإصطلاحي : إخراج كل حرف من مخرجه مع إعطائه – أي الحرف- حقه ومستحقه.
وأما مخارج الحروف وهي الشق الأول من التعريف فقد ذكرناه وشرحناه
وأما مستحقه : وهو صفات الحرف العرضية الناشئة عن الصفات الذاتية، كالتفخيم والترقيق، وراجعه في أول هذه الصفحات.
ولم يتبق لنا سوى حق الحرف وتعريفه : صفاته الذاتية اللازمة له، كالجهر والشدة والإستعلاء والإستفال والغنة وغيرها، فإنها لازمة لذات الحرف لا تنفك عنه فلو إنفكت عنه ولو بعضها لصار لحناً.
.... وعليك أن تعلم أخي القارئ أن غاية علم التجويد هو صون اللسان عن اللحن في كلام الله تعالي، وفي الباب السابق ذكرت لك اللحن الجلى، وبقى القسم الأخر من اللحن وهو اللحن الخفى : وهو خطأ يطرأ علي الألفاظ فيخل بالحرف دون المعنى مثل : ترك الغنة، قصر الممدود، مد المقصور، وهو مكروه ومعيب عند أهل الفن، والبعض ألحقه باللحن الجلى من حيث الحرمة، لأنه يذهب برونق القراءة.
..... وصفات الحرف هي كيفية عارضة للحرف عند حصوله في المخرج من جهر ورخاوة وما أشبه، وهكذا يتبين لك مدى علاقة المخرج بصفته وعددها ١٧ صفة وبعضهم عدها ٤٤ صفة ومنهم من عدها ١٦ صفة ولكن المختار هو مذهب ابن الجزرى في عدها سبعة عشر صفة إستنادا علي مخارجه السبعة عشرة.
.... وهذه الصفات التي سنذكرها لك منها ما يتصف بالقوة، ومنها ما يتصف بالضعف وعلي هذا سنذكرها لك وما يقابلها وتقسيماتها حنى لا نثقل عليك بباب أخر في التقسيمات والله من وراء القصد :
١ ) يجب العلم بأن الصفات علي قسمين، قسم له ضده ( خمس ) ومجموعها عشر. وقسم لا ضد له وهو سبعة :
أ – الصفات التي لها ضد ويجب حفظها بترتيبها المذكور لما له علاقة بالقاعدة التي سنوردها في نهاية الباب :
الهمس / الجهر
الشدة والتوسط / الرخاوة
الإستعلاء / الإستفال
الإطباق / الإنفتاح
الإزلاق / الإصمات


الصفحة التالية
Icon