فمن ذلك التنبيهُ على أن إمهالَ اللهِ _تعالى_ الكافرين دون تعجيل العذاب هو حكمةٌ منه.
ومن ذلك التذكيرُ بما حل بأهل القرون الماضية لما أشركوا وكذَّبوا الرسل.
والاعتبارُ بما خلق اللهُ للناس من مواهبِ القدرة على السير في البر والبحر، وما في أحوال السير في البحر من الإلطاف.
وضَرْبُ المثل للدنيا وبهجتها وزوالها، وأن الآخرةَ هي دارُ السلام.
واختلافُ أحوالِ المؤمنين والكافرين في الآخرة، وتبرؤُ الآلهة الباطلة من عبدتها.
وإبطالُ إلهيةِ غير الله _تعالى_ بدليل أنها لا تغني عن الناس شيئاً في الدنيا ولا في الآخرة.
وإثباتُ أن القرآن منزَّل من الله، وأن الدلائلَ على بطلان أن يكون مفترىً واضحةٌ.
وتحديْ المشركين بأن يأتوا بسورة مثله، ولكنَّ الضلالةَ أعمت أبصار المعاندين.
وإنذارُ المشركين بعواقبِ ما حل بالأمم التي كذبت بالرسل، وأنهم إن حل بهم العذاب لا ينفعهم إيمانهم، وأن ذلك لم يلحق قومَ يونسَ؛ لمصادفة مبادرتهم بالإيمان قبل حلول العذاب.
وتوبيخُ المشركين على ما حَرَّمُوه مما أحل الله من الرزق.
وإثباتُ عموم العلم لله _تعالى_.
وتبشيرُ أولياءِ اللهِ في الحياة الدنيا وفي الآخرة.
وتسليةُ الرسولِ عما يقوله الكافرون.
وأنه لو شاء لآمن مَنْ في الأرض كلهم.
ثم تَخَلَّص إلى الاعتبارِ بالرسل السابقين: نوحٍ ورسلٍ من بعده، ثم موسى وهارونَ.
ثم استشهد على صدق رسالة محمد"بشهادة أهل الكتاب.
وختمت السورةُ بتلقين الرسول _عليه الصلاة والسلام_ مما يُعْذَر به لأهل الشك في دين الإسلام، وأن اهتداءَ مَنِ اهتدى لنفسه وضلالَ مَنْ ضَلَّ عليها، وأن اللهَ سيحكم بينه وبين معانديه. ١١/٧٨_٨٠
وأغراضها: ابتدأت بالإيماء إلى التحدي؛ لمعارضة القرآن بما تومئ إليه الحروف المقطعة في أول السورة، وباتلائها بالتنويهِ بالقرآن، وبالنهيِ عن عبادة غير الله _تعالى_.