وانتقل إلى خلقِ نوع الإنسان وما شرف الله به هذا النوع، وقصةِ كفرِ الشيطان.
ثم ذكر قصة إبراهيم ولوط _عليهما السلام_ وأصحاب الأيكة وأصحاب الحجر.
وختمت بتثبيت الرسول " وانتظار ساعةِ النصر، وأن يصفح عن الذين يؤذونه، ويكل أمرهم إلى الله، ويشتغل بالمؤمنين، وأن الله كافيه أعداءه.
مع ما تخلل ذلك من الاعتراض(١) والإدماج(٢) من ذكر خلق الجن، واستراقِهم السمعَ، ووصفِ أحوالِ المتقين، والترغيبِ في المغفرة، والترهيبِ من العذاب. ١٤/٧

(١) _ الاعتراض: هو من ضروب الإطناب، الذي هو أحد أبواب علم المعاني أحد أقسام علم البلاغة.
والاعتراض: هو أن يُؤْتَى في أثناء الكلام أو بين كلامين متصلين معنىً _ بجملة أو أكثر لا محل لها من الإعراب.
وهو من دقائق البلاغة، وله فوائد عديدة.
ومن أمثلته قوله _تعالى_: [وَيَجْعَلُوْنَ للهِ البَنَاتِ سُبْحَانَهُ وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُوْنَ].
فقوله: [سُبْحَانَهُ] جملة؛ لأنه مصدر بتقدير الفعل، وقعت في أثناء الكلام؛ لأن قوله: [وَلَهُمْ مَا يَشْتَهُوْنَ] عطفٌ على قوله: [للهِ البَنَاتِ] عطف على مفردات، فـ [لَهُمْ] عطف على [لله] و[مَا يَشْتَهُوْنَ] عطف على البنات. انظر معجم البلاغة العربية د. بدوي طبانة ص٤١٤.
(٢) _ الإدماج: أحدُ ضروب الإطناب، وهو أن يُدمج المتكلم غرضاً في جملة من المعاني قدْ نحاه؛ ليوهم السامع أنه لم يقصده، وإنما عرض في كلامه لتتمة معناه الذي قصد.
ومن أمثلة ذلك قول الله _تعالى_: [وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُوْنَ شَهْراً].
ومعناه أن الوالدة تكلفت بحمل مولودها، ورضاعه ثلاثين شهراً، وأدمج فيه أن أقل الحمل ستة أشهر؛ إذ يسقط من الثلاثين شهراً _ حَوْلان؛ للرضاع، بدليل قوله _تعالى_: [والوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ].
فيبقى للحمل ستة أشهر، وهو أقله. انظر معجم البلاغة العربية ص٢٢٧_٢٢٨.


الصفحة التالية
Icon