وانتظم في هذه السورة الردُّ على المعارضين للقرآن في قوله: [وَلَوْ أَنَّمَا فِي الأَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ أَقْلامٌ] وما بعدها، وخُتِمَتْ بالتحذير من دعوة الشيطان، والتنبيه إلى بطلان ادعاءِ الكهان عِلْم الغيب. ٢١/١٣٨_١٣٩
من أغراض هذه السورة: أوَّلُها التنويهُ بالقرآن أنه منزلٌ من عند الله، وتوبيخُ المشركين على ادعائهم أنه مفترىً بأنهم لم يسبقْ لهم التشرفُ بنزول كتاب.
والاستدلالُُ على إبطال إلهية أصنامهم بإثبات انفراد الله بأنه خالق السماوات والأرض، ومُدَبِّرُ أمورهما.
وذكرُ البعثِ، والاستدلالُ على كيفيةِ بدءِ خَلْقِ الإنسان ونسلِه، وتنظيرُُُُه بإحياء الأرض، وأُدْمِج في ذلك أن إحياءَ الأرضِ نعمةٌ عليهم كفروا بمسديها.
والإنحاءُ على الذين أنكروه ووعيدُهم.
والثناءُُُ على المصدقين بآيات الله وَوَعْدُهم، ومقابلةُ إيمانهم بكفر المشركين، ثم إثباتُ رسالةِ رسولٍ عظيمٍ قبل محمد "هُدِيَ به أمةٌ عظيمة.
والتذكيرُُُُ بما حل بالمكذبين السابقين؛ ليكون ذلك عظةً للحاضرين، وتهديدهم بالنصر الحاصل للمؤمنين.
وخُتِمَ ذلك بانتظار النصر.
وَأَمْرُ الرسولِ "بالإعراض عنه؛ تحقيراً لهم، وَوَعْدُه بانتظار نصره عليهم.
ومن مزايا هذه السورةِ وفضائلها ما رواه الترمذي والنسائي وأحمد والدارمي عن جابر بن عبد الله قال: =كان النبي لا ينام حتى يقرأ [الم تَنْزِيْلُ] السجدة و[تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ]+. ٢١/٢٠٤_٢٠٥
أغراض هذه السورة: لكثير من آيات هذه السورة أسبابٌ لنزولها، وأكثرُها نزل للرد على المنافقين أقوالاً قصدوا بها أذى النبي".
وأهم أغراضها: الردُّ عليهم قولَهم لما تزوج النبي"زينبَ بنتَ جحشٍ بعد أن طلَّقها زيدُ بنُ حارثةَ فقالوا: تزوج محمدٌ امرأةَ ابنِه وهو ينهى الناس عن ذلك؛ فأنزل الله _تعالى_ إبطال التبني.
وأن الحقَّ في أحكام الله؛ لأنه الخبير بالأعمال، وهو الذي يقول الحق.