وتخلل ذلك إدماجُ التنويهِ بشأن العدل، والأمرُ بتوفية أصحابِ الحقوق حقوقَهم، وحاجةُ الناس إلى رحمةِ الله فيما خَلَق لهم، ومن أهمِّها نعمةُ العلم ونعمةُ البيان، وما أَعَّد من الجزاء للمجرمين، ومن الثواب والكرامة للمتقين، ووصفُ نعيم المتقين.
ومن بديع أسلوبها افتتاحها الباهر باسمه [الرَّحْمَن] وهي السورة الوحيدة المفتتحة باسم من أسماء الله لم يتقدَّمْه غيره.
ومنه التعدادُ في مقام الامتنان، والتعظيم بقوله [فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ] إذ تكرر فيها إحدى وثلاثين مرة، وذلك أسلوب عربي جليل كما سنبينه. ٢٧/٢٢٩
أغراض هذه السورة: التذكيرُ بيوم القيامة، وتحقيقُ وقوعه.
ووصفُ ما يعرض لهذا(١) العالمِ الأَرضيِّ عند ساعة القيامة.
ثم صفةُ أهلِ الجنةِ وبعضِ نعيمهم.
وصفةُ أهل النار وما هم فيه من العذاب وأن ذلك لتكذيبهم بالبعث.
وإثباتُ الحشرِ والجزاءِ، والاستدلالُ على إمكان الخلق الثاني بما أبدعه الله من الموجودات بعد أن لم تكن.
والاستدلالُ بدلائل قدرة الله _تعالى_ والاستدلالُ بنزع اللهِ الأرواحَ من الأجساد والناسُ كارهون لا يستطيع أحدٌ مَنْعَها من الخروج على أن الذي قَدِرَ على نزعها بدون مُدافِعٍ قادرٌ على إرجاعها متى أراد أن يميتهم.
وتأكيدُ أن القرآن مُنَزَّل من عند الله، وأنه نعمةٌ أنعم الله بها عليهم، فلم يشكروها، وكذبوا بما فيه. ٢٧/٢٨٠
أغراضها: الأغراضُ التي اشتملت عليها هذه السورة: التذكيرُ بجلال الله _تعالى_ وصفاتِه العظيمة، وسعةِ قدرته وملكوته، وعمومِ تصرفه، ووجوبِ وجوده، وسعةِ علمه، والأمرُ بالإيمان بوجوده، وبما جاء به رسوله"، وما أنزل عليه من الآيات البينات.
والتنبيهُ لما في القرآن من الهُدى وسبيلِ النجاة، والتذكيرُ برحمة الله ورأفته بخلقه.

(١) _ لعل ما أُثبت هو الصواب، وفي الأصل: وهذا.


الصفحة التالية
Icon