من أغراض هذه السورة: ابتدئت أغراضُ هذه السورةِ بضرب المثل للذين فتنوا المسلمين بمكةَ بأنهم مثلُ قوم فَتَنوا فريقاً ممن آمن بالله؛ فجعلوا أخدوداً من نار؛ لتعذيبهم؛ ليكون المثلُ تثبيتاً للمسلمين، وتصبيراً لهم على أذى المشركين، وتذكيرِهم بما جرى على سلفهم في الإيمان من شدة التعذيب الذي لم ينلهم مثلُه، ولم يصدَّهم ذلك عن دينهم.
وإشعارُ المسلمين بأن قوةَ اللهِ عظيمةٌ؛ فسيلقى المشركون جزاءَ صنيعهم، ويلقى المسلمون النعيم الأبدي والنصر.
والتعريضُ للمسلمين بكرامتهم عند الله _تعالى_.
وضربُ المثلِ بقومِ فرعونَ وبثمودَ، وكيف كانت عاقبةُ أمرِهم ما كذبوا الرسل، فحصلت العبرةُ للمشركين في فتنهم المسلمين، وفي تكذيبهم الرسول"والتنويه بشأن القرآن. ٣٠/٢٣٦_٢٣٧
أغراضها: إثباتُ إحصاءِ الأعمالِ، والجزاءِ على الأعمال.
وإثباتُ إمكانِ البعثِ بنقض ما أحاله المشركون ببيان إمكانِ إعادةِ الأجسام.
وأدمج في ذلك التذكيرُ بدقيق صنعِ الله وحكمتِه في خلق الإنسان.
والتنويهُ بشأن القرآن.
وصدقُ ما ذُكِرَ فيه من البعث؛ لأن إخبارَ القرآنِ به لمَّا استبعدوه، وموهوا على الناس بأن ما فيه غير صدق، وتهديد المشركين الذين ناووا المسلمين.
وتثبيتُ النبي"وَوَعْدُه بأن اللهَ منتصرٌ له غير بعيد. ٣٠/٢٥٧_٢٥٨
أغراضها: اشتملت على تنزيه الله _تعالى_ والإشارةُ إلى وحدانيته؛ لانفراده بخلق الإنسان، وخلقِ ما في الأرض مما فيه بقاؤه.
وعلى تأييد النبي"وتثبيته على تلقي الوحي.
وأن اللهَ معطيه شريعةً سمحةً، وكتاباً يتذكر به أهلُ النفوسِ الزكيةِ الذين يخشون ربَّهم، ويُعْرِضُ عنهم أهلُ الشقاوةِ الذين يؤثرون الحياة الدنيا، ولا يعبأون بالحياة الأبدية.
وأن ما أوحي إليه يصدِّقه ما في كتب الرسل من قبله، وذلك كلُّه تهوين لما يلقاه من إعراض المشركين. ٣٠/٢٧٢


الصفحة التالية
Icon