والتخلصَ إلى ذمِّ سيرةِ أهل الشرك، وإنكارهم البعث، وما كانوا عليه من التفاخرِ المُبَالَغِ فيه، وما أهملوه من شُكْرِ النعمة على الحواس، ونعمةِ النطق، ونعمةِ الفكر، ونعمةِ الإرشاد؛ فلم يشكروا ذلك بالبذل في سبل الخير وما فرطوا فيه من خصال الإيمان وأخلاقه.
ووعيدَ الكافرين، وبشارةُ الموقنين. ٣٠/٣٤٥_٣٤٦
أغراضها: تهديدُ المشركين بأنهم يُوشِكُ أن يصيبهم عذابٌ بإشراكهم وتكذيبهم برسالة محمد"كما أصاب ثمودَ بإشراكهم وعتوِّهم على رسول الله إليهم الذي دعاهم إلى التوحيد.
وقُدِّم لذلك تأكيدُ الخبر بالقسم بأشياءَ معظمةٍ، وذُكِرَ منْ أحوالها ما هو دليل على بديع صنع الله _تعالى_ الذي لا يشاركه فيه غيرُه؛ فهو دليلٌ على أنه المنفردُ بالإلهية، والذي لا يستحق غيرُه الإلهية.
وخاصةُ أحوالِ النفوسِ ومراتبها في مسالك الهدى والضلال، والسعادة والشقاء. ٣٠/٣٦٥_٣٦٦
أغراضها: احتوت على بيان شرفِ المؤمنين، وفضائلِ أعمالِهم، ومذمةِ المشركين، ومساويهم، وجزاء كلٍّ.
وأن اللهَ يهدي الناسَ إلى الخير؛ فهو يجزي المهتدين بخير الحياتين، والضالين بعكس ذلك.
وأنه أَرَسَل رسولَه"للتذكير بالله وما عنده؛ فينتفع مَنْ يخشى؛ فيفلح، وَيْصدِفُ عن الذكرى مَنْ كان شقياً؛ فيكون جزاؤه النارَ الكبرى، وأولئك هم الذين صدهم عن التذكر إيثارُ حبِّ ما هم فيه في هذه الحياة.
وأدمج في ذلك الإشارةُ إلى دلائل قدرة الله _تعالى_ وبديع صنعه. ٣٠/٣٧٧_٣٧٨
أغراضها: إبطالُ قولِ المشركين؛ إذ زعموا أن ما يأتي من الوحي للنبي"قد انقطع عنه.
وزاده بشارةً بأن الآخرةَ خيرٌ له من الأولى على معنيين في الآخرة والأولى، وأنه سيعطيه ربُّه ما فيه رضاه، وذلك يغيظ المشركين.
ثم ذكَّره اللهُ بما حفَّه به من ألطافه وعنايته في صباه، وفي فتوته، وفي وقت اكتهاله، وأمره بالشكر على تلك النعم بما يناسبها من نفع لعبيده، وثناء على الله بما هو أهله. ٣٠/٣٩٤