الأم (أيضاً) : كتاب (إبطال الاستحسان) :
قال الشَّافِعِي رحمه الله: ثم أوجب - اللَّه - عز وجل - - للمنافقين إذا أسروا نار جهنم فقال: (إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) الآية.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: فإذا أظهروا التوبة منه، والقول بالإيمان.
حقنت عليهم دماؤهم، وجمعهم ذكر الإسلام، وقد أعلم اللَّه رسوله - ﷺ -، أنهم في الدرك الأسفل من النار، فقال:
(إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ) الآية.
فجعل حكمه عليهم جلّ وعز على سرائرهم، وحكم نبيه عليهم في الدنيا
على علانيتهم بإظهار التوبة، وما قامت عليهم بينة من المسلمين بقوله، وما
أقرُّوا بقوله، وما جحدوا من قول الكفر، مما لم يقروا به ولم تقم به ببينة عليهم، وقد كذبهم على قولهم في كل، وكذلك أخبر رسول الله - ﷺ - عن الله - عز وجل -.
قال الشَّافِعِي رحمه الله: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عطاء بن يزيد
الليثي، عن عبيد اللَّه بن عدي بن الخيار، أنَّ رجلاً سارَّ النبي - ﷺ -، فلم ندر ما سارَّه حتى جهر رسول الله - ﷺ -، فإذا هو يشاوره في قتل رجل من المنافقين.
فقال رسول الله - ﷺ -:
"أليس يشهد أن لا إله إلا الله؟ "
قال: بلى، ولا شهادة له.
فقال: "أليس يصلي؟ "
قال: بلى، ولا صلاة له.
فقال له رسول الله - ﷺ -:
أولئك الدين نهاني الله تعالى عنهم" الحديث.