وقد قام كل من الشيخ: و. أس. سليم، وكنهي محمد، وهما ممن ينتمي إلى الجماعة الإسلامية بترجمة تفسير"في ظلال القرآن" إلى اللغة المليبارية، صدر منها أربعة مجلدات سنة ١٩٩٥م.
وهذه الترجمات كلها خارجة عن نطاق دراستنا لكونها لم تهتم بترجمة معاني القرآن الكريم مباشرة إلى اللغة المليبارية، فلا نريد الخوض فيها، إنما أشرت إليها لبيان التطورات التي حدثت في مجال الترجمة في اللغة المليبارية.
المبحث السادس: مشاركة غير المسلمين في الترجمة القرآنية
من التطورات التي طرأت على الترجمات القرآنية في منطقة مليبار: إقبال بعض غير المسلمين -دون أيّ ضغوط خارجيّة ومن تلقاء أنفسهم- على فهم لمعاني القرآن الكريم ودراسته، وبالتالي شاركوا في إعداد ترجمات معاني القرآن مع بقائهم على دينهم. ولا غرابة في ذلك لدى من يعرف تاريخ المستشرقين ومشاركتهم في مجال العلوم الإسلامية، وبالأخص في علم الحديث والتاريخ.
ومن هؤلاء الذين شاركوا في مجال الترجمة:
١- كونّيّور راغون ناير.
هو أديب شاعر هندوسيّ من الطبقة الوسطى، تضلّع بدراسة بعض الترجمات الموجودة في الساحة في اللغة المليبارية والإنجليزية، فأعجب بكلام الله وما يحمله من بلاغة وفصاحة وأسلوب رائع معجز، فانبهر وقرر أن يعمل له شعراً في الأدب المليباري.
فجاءت ترجمته اللفظية لمعاني القرآن الكريم في أسلوب شعري جذّاب، وبألفاظ أدبية راقية يصعب فهمها على العوام ولا يفهمها إلا الأدباء ذوو الثقافات العالية.
وقد قسم معاني كلام الله على موضوعات، ثم جعل لكل موضوع رجزاً وبحراً وقافية، ويجدر بالذكر أن المترجم رغم كونه هندوكيًا ديانةً لم يؤثر دينه في ترجمته وتأليفه، كما أنه هو أيضاً لم يتأثر بالقرآن الكريم لينقذ نفسه -فيما يبدو- والله أعلم (١).