- وإن كان الوعد إلهي كذلك: فما فائدة إقراء جبريل - عليه السلام - له ؟ أما كان كافياً جمع الله - سبحانه وتعالى - القرآن في صدر النبي - ﷺ - إلهاماً أو قذفاً إلى قلبه بالقدرة الإلهية التي وسعت كل شيء ؟.
والجواب: هاهنا أعظم دليل على وجوب التزام منهج التلقي والتلقين كأساس للمنهجيات التعليمية في إقراء ألفاظ القرآن الكريم... فلا وزن لرسم "خط" المصحف، ولا للغة، ولا لتعلم فردي أحادي دون شيخ(سند)... في تلقي لفظ القرآن الكريم... ولو لم تكن هذه الحكمة، فما كان فائدة إلقاء جبريل - عليه السلام - القرآن للنبي - ﷺ - قراءتَه، ونزوله بالقرآن (على) –وليس في- قلب محمد - ﷺ - ؟ مع أن الإلهام لا يستدعي النزول.
ومنه نأخذ جلالة الركن الأعظم في تعلم القرآن وقبول قراءة لفظ لتعد قرآناً، وهو السند المقبول قرائياً الضامن للمشافهة.