فالجواب: تظهر حكمةٌ بالغةٌ من التعبير عن قراءة جبريل - عليه السلام - على النبي - ﷺ - بلفظ ﴿ قَرَأْنَاهُ ﴾ ؛ إذ لم يقل قرأه جبريل - عليه السلام -، وذلك ليكون من قبيل إسناد ما هو للمأمور للآمر (١)، فقوله: " ﴿ فَإِذَا قَرَأْنَاهُ ﴾ أي إذا قرأه جبريل - عليه السلام - عنا فأسندت القراءة إلى ضمير الجلالة على طريقة المجاز العقلي والقرنية واضحة" (٢)... نفياً لأي حدسٍ، أو تخمينٍ، أو بارقةٍ تتلجلج في الصدور عن عدم إتقان جبريل - عليه السلام - للقراءة كما أرادها الله - سبحانه وتعالى - من حيث هيئاتها الصوتية المصاحبة (الداخلية والمشتركة) (٣)

(١) حاشية الصاوي، وبهامشه تفسير الجلالين ٣/٣٥٤، مرجع سابق.
(٢) انظر: التحرير والتنوير ٢٩/٣٤٩، مرجع سابق.
(٣) المراد بالمشترَكة الصوت المصاحب للحرف عند التقائه حرفاً آخر في كلمته أوفي كلمة أخرى، كالإدغام مثلاً..


الصفحة التالية
Icon