إعداد مراجع الإقراء: في عهد النبي - ﷺ - وبعده؛ إذ بلغ الحفظ الإلهي للقرآن الكريم أن تعاهد جبريل - عليه السلام - مراجعَ الإقراء من الصحابة الكرام، والمراد من متصدريهم في هذا الباب، ومن ذلك:
- إعداد أبي بن كعب - رضي الله عنه - : كما جاء في البخاري عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال النبي - ﷺ - لأبي: (إن الله أمرني أن أقرأ عليك ﴿ لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ ﴾ قال: وسماني؟ قال: (نعم!) فبكى، وفي لفظ له: (أن أقرئك القرآن)، قال: آلله سماني لك؟. قال: (نعم!) قال: وقد ذُكِرْتُ عند رب العالمين؟ (١)، والتصريح باسم جبريل - عليه السلام - عند أحمد عن أبي حبة البدري - رضي الله عنه - قال: لما نزلت ﴿ لَمْ يَكُنِ ﴾ قال جبريل - عليه السلام - :(يا محمد إن ربك يأمرك أن تقرئ هذه السورة أبي بن كعب) فقال النبي - ﷺ - :(يا أُبي إن ربي عز وجل أمرني أن أقرئك هذه السورة) فبكى، وقال: ذكرت ثمة؟ قال: (نعم!) (٢)، واتخذ هذا الأمر طابع العموم لكل القرآن: فعند أحمد عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ - :(إن الله تبارك وتعالى أمرني أن أعرض القرآن عليك) قال: وسماني لك ربي تبارك وتعالى؟ قال: (نعم!) الحديث (٣).

(١) أخرجه البخاري٣/١٣٨٥، مرجع سابق.
(٢) أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده ٣/٤٨٩، مرجع سابق.
(٣) أخرجه أحمد ٣/٤٩٠، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon