٧ - استدراك جبريل - عليه السلام - في هيئة الوعظ: أبا هريرة - رضي الله عنه - يقول: مر رسول الله - ﷺ - على رهطٍ من أصحابه وهم يضحكون، فقال: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً)، فأتاه جبريل فقال: (إن الله يقول لك لم تقنط عبادي؟) –قال- فرجع إليهم، فقال: (سددوا وقاربوا وأبشروا) (١).
ب - العامة من حيث المستدرَك عليهم:
والمراد المتابعة والاستدراك على الأخطاء التي تقع فيها أمته: فعن ثوبان - رضي الله عنه - قال: اجتمع أربعون رجلاً من الصحابة ينظرون في القدر والجبر، فيهم أبو بكر وعمر فنزل الروح الأمين جبريل - عليه السلام - فقال: (يا محمد! أخرج على أمتك فقد أحدثوا). فخرج عليهم في ساعةٍ لم يكن يخرج عليهم فيها، فأنكروا ذلك منه، وخرج عليهم ملتمعاً لونه متوردةً وجنتاه كأنما تفقأ بحب الرمان الحامض، فنهضوا إلى رسول الله - ﷺ - حاسرين أذرعهم ترعد أكفهم وأذرعهم فقالوا: تبنا إلى الله ورسوله. فقال: (أولى لكم، إن كدتم لتوجبون، أتاني الروح الأمين فقال أخرج على أمتك يا محمد فقد أحدثت) (٢).
بل يتولى جبريل - عليه السلام - تصويب المسلمين وتسديدهم أحياناً، نحو ما قالت عائشة: فسمعت رسول الله - ﷺ - يقول لحسان: (إن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله) (٣).

(١) صحيح ابن حبان بترتيب ابن بلبان ١/٣١٩، مرجع سابق، قال الشيخ شعيب الأرناؤوط: "إسناده صحيح على شرط مسلم"، وقال ابن حبان -رحمه الله تعالى-: "(سددوا)يريد به: كونوا مسددين، والتسديد: لزوم طريقة النبي - ﷺ - واتباع سنته، وقوله (وقاربوا) يريد به لا تحملوا على الأنفس من التشديد ما لا تطيقون، (وأبشروا)، فإن لكم الجنة إذا لزمتم طريقتي في التسديد، وقاربتم في الأعمال".
(٢) المعجم الكبير٢/٩٥، مرجع سابق.
(٣) صحيح مسلم ٤/١٩٣٦، مرجع سابق.


الصفحة التالية
Icon