أولاً: التوقيفية في تفسير آي القرآن: ومع أن حياته كلها قولاً، وفعلاً، وهيئة تفسيرٍ للقرآن، إلا أن ذلك كله بإلهام من الله وتوفيق، وتوقيف إلا فيما ندر مما يتبعه الوحي استدراكًا، أو تأييدًا (١)... وعلى الرغم من هذا كله؛ فإن تأويله للقرآن لم يكن إلا تعليمٌ من جبريل - عليه السلام - له فعن عائشة –رضي الله تعالى عنها– (أن النبي - ﷺ - كان لا يفسر شيئاً من القرآن برأيه، إلا آياً بعدد علمهن إياه جبريل) (٢).
وروى الطبري مرسلاً، وابن مردويه موصولاً من حديث جابر - رضي الله عنه - : لما نزلت ﴿ خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ ﴾ "الأعراف/١٩٩" سأل جبريل - عليه السلام - فقال: (لا أعلم حتى أسأله) ثم رجع، فقال: (إن ربك يأمرك أن تصل من قطعك، وتعطى من حرمك، وتعفو عمن ظلمك) (٣).
فإن كان ذا في التفسير، فكيف يكون الأمر في ما يتوقف عليه التفسير وهو تلقي اللفظ الذي يُراد تفسيره؟.
ثانياً: التوقيفية في الدعاء: بل تعدى الأمر ذلك إلى التوقيفية في طريقة
(٢) مسند أبي يعلى ٨/٢٣، مرجع سابق، وقال محقق الكتاب سليم حسين أسد: "إسناده ضعيف".
(٣) فتح الباري ٨/٣٠٦ و١٣ /٢٥٩، مرجع سابق.