جعل نور السموات والأرض في قلوبكم نوراً... تقتفون به آثار رسولكم - ﷺ - : نبيلاً إثر نبيلٍ، على صراط عليٍّ مستقيم، تغدق عليكم بينات الصحف المطهرة هداها، فإذا سيركم قد حُسم بحسام الفرقان، وسيف العزم، فبارك الله ذلك المسعى، فهدى، ثم بارك فيه فزاد فيه زيداً صالحاً مُحَمَّداً طيباً مباركاً فيه كرتين، في زمن قرحٍ وبأساء وضراء، يُتَرَبَص فيه بدينكم الدوائر... فما وهنتم لما أصابكم في سبيل الله، وما ضعفتم، وما استكنتم... فارتقيتم أوج الربانية؛ إذ كلٌ منكم عبد الله، فإذا أنتم عباده المخلصون، تَسْعَون في كمال النعمة بعد إذ تمت بكمال الدين... رياضُكم: دمعةٌ في محراب الماجدين من المتهجدين، ونغمتُكم: تهاليلُ السفائن الفاتحة للمدائن، وسميرُكم: تراتيل التنزيل، وغوثُكم المساعِد: السكينةُ المنزلةُ –دوماً- على المؤمنين، وسائقُكم ابتسامة رسول الله - ﷺ - مخترقةً الحجب الساترة... أمَّا أمينُ القافلة، ورقيبها، وعاصمُها: فحبٌ هو... وليدُ الهيام بالعودة لأيام الفاروق... وفقه النعمان (١)، وشوقٌ إلى مَيَسانٍ في أفنان الجنان... وإن لقيتم في سفر الدنيا نصباً، ففيصل رؤاكم الكلية –جلال الدنيا وجمالها-:
﴿ وَمَا كَانَ الله لِيُضِيعَ إِيمانَكُم ﴾ "البقرة /١٤٣".
مقدمة الشكر:
إلى:

(١) أبو حنيفة –رحمه الله تعالى-، وهو إشارةٌ إلى أئمة السلف عموماً، والنعمان أقدم الأربعة –رحمهم الله تعالى-.


الصفحة التالية
Icon