يكفي دليلاً في التصريح بأن جبريل - عليه السلام - هو الوسيط بين الله تعالى وبين نبيه - ﷺ - قوله - عز وجل - ﴿ قُلْ مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقِّاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ ﴾ "البقرة/٩٧"، وقوله - سبحانه وتعالى - ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ "النجم/٥"، فإن ادُعي أن إطلاقها قد يُخَصُّ بنزول جبريل - عليه السلام - بنوع من الوحي دون غيره، اكتفي بالقول رداً على ذلك: ذاك عارض يفتقر الدليل، فإن وُجِدَ، وإلا فهو عليل، فلا يُرتضى بمجرد التخمين، ومن احتج بالعموم للملائكة بقول النبي - ﷺ - (وأحياناً يتمثل لي الملك... ) (١) الحديث، يُجاب عليه: بأن أداة التعريف فيه للعهد لا للاستغراق، بقرينة التصريح بجبريل - عليه السلام - في رواية ابن سعد (٢). وقد كان جبريل - عليه السلام - معلم الدين أصولاً وفروعاً؛ فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - ﷺ - :(هذا جبريل - عليه السلام - يعلمكم دينكم) ثم ذكر مواقيت الصلاة (٣)، ونحوه حديث جبريل - عليه السلام - المشهور عن عمر ابن الخطاب عند البخاري ومسلم (٤)، ومثله عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم (٥).
ومما يدل على قرب جبريل - عليه السلام -، ومتابعته، وكونه الواسطة التعليمية للنبي - ﷺ - :
(٢) طبقات ابن سعد ١/١٩٧، مرجع سابق، وانظر فتح الباري ١٢/٤٤٢، مرجع سابق.
(٣) (البيهقي) أبوبكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى (٣٨٤هـ -ت٤٥٨هـ): سنن البيهقي الكبرى، مراجعة: محمد عبد القادر عطا، ١٩٩٤م-١٤١٤هـ، مكتبة دار الباز – مكة المكرمة ٠.
(٤) رواه البخاري ١/١٥، مرجع سابق، ومسلم ١/٤، مرجع سابق.
(٥) رواه مسلم ١/٤٩، مرجع سابق.