وربما وقع بعضهم في هذا الموضع فأدخل فيه ما ليس منه كقوله تعالى: ﴿ إن المتقين في جنات ونعيم. فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم ﴾ وهذا لا يدخل في باب اللزوم، لأن الأصل فيه "نعم" و"جحم" والياء هي من حروف المد واللين فلا يعتد بها ههنا(١).
(٦)
رد العجز إلى الصدر
هو أن يأتي في آخر الكلام بما يوافق أوله.
أو هو أن يجعل احد اللفظين المكررين أو المتجانسين أو الملحقين بهما -بأن جمعهما اشتقاق أو شبهه- في أول الفقرة ثم تعاد في آخرها كقوله تعالى: ﴿ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ ﴾ و ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً ﴾ واللذان يجمعهما شبه اشتقاق نحو: ﴿ قَالَ إِنِّي لِعَمَلِكُم مِّنَ الْقَالِينَ ﴾ (٢).
(٧)
ائتلاف اللفظ مع اللفظ
ائتلاف اللفظ مع اللفظ: أن تكون الألفاظ يلائم بعضها بعضا بأن يقرن الغريب بمثله والمتداول بمثله رعاية لحسن الجوار والمناسبة كقوله تعالى: ﴿ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً ﴾
لما أتى بالتاء التي هي أغرب حروف القسم أتى بـ"تفتأ" التي هي أغرب أفعال الاستمرار، وبأغرب ألفاظ الهلاك وهو الحرض فاقتضى حسن الوضع في النظم أن تجاوز كل لفظة بلفظة من جنسها في الغرابة توخيا لحسن الجوار ورغبة في ائتلاف المعاني بالألفاظ ولتتعادل الألفاظ في الوضع وتتناسب في النظم(٣).
(٨)
الانسجام
هو أن يكون الكلام لخلوه من العقادة منحدرا كتحدر الماء المنسجم، ويكاد لسهولة تركيبه وعذوبة ألفاظه أن يسيل رقة والقرآن كله كذلك(٤).
(٩)
الترديد

(١) المثل السائر١/٢٧١
(٢) جواهر البلاغة ٤٣٦
(٣) جواهر البلاغة ٤٣٧
(٤) السابق٤٣٨


الصفحة التالية
Icon