كذلك إذا كان اللفظ مفردا كان ذلك لمقتضى يطلبه، وإذا كان مجموعا كان لحال يناسبه.
وقد يختار كلمة ويهمل مرادفها الذي يشترك معها في الدلالة، وقد يفضل كلمة على أخرى والكلمتان بمعنى واحد.
وربما يتخطى في التعبير المحسن اللفظي والجمال البديعي –على قدر حسنه- لغرض أسمى وهو الحسن المعنوي، وكل ذلك لغرض يرمي إليه(١).
روعة معاني ألفاظ القرآن الكريم:
إذا ما انتقلنا من ألفاظ القرآن الدقيقة إلى معانيها، فإننا نجد هذه المعاني في غاية الروعة، وسمو البيان، وبذلك يتكامل اللفظ والمعنى.
ومعاني ألفاظ القرآن متناسقة مع السياق الذي وردت فيه، وتلتقي مجتمعة على تقرير المعنى العام للعبارة القرآنية.
فالسياق الدقيق هو الذي يحدد اللفظ المناسب.
المناسب بحروفه وجرسه وإيقاعه.
والمناسب بمعناه المتفق مع معاني الألفاظ الأخرى مجتمعة(٢).
جاذبية إيقاع القرآن الكريم:
للبيان القرآني المعجز "إيقاع" جذاب مؤثر، وهذا الإيقاع الأخاذ يدخل أذن السامع فيؤثر فيه(٣).
وعناصر الإيقاع في القرآن خمسة:
مخارج الحروف في الكلمة الواحدة.
تناسق الإيقاعات بين كلمات الآية.
اتجاهات المد في الكلمات.
اتجاهات المد في نهاية الفاصلة في الآيات.
حرف الفاصلة القرآنية(٤).
جمال صور القرآن:
يستخدم البيان القرآني طريقة "التصوير" في التعبير عن مختلف موضوعاته، وهذا يضفي على البيان القرآني جمالا وحيوية، وروعة وجاذبية.
ومعنى التصوير هو أن القرآن يعرض الموضوع بطريقة تصويرية متخيلة.
فعندما يقرأ القارئ الآية ترتسم في خياله صورة مجسمة متخيلة للموضوع الذي تتحدث عنه الآية، فكأن القارئ يرى أمام عينيه مشهدا "تلفزيونيا" معروضا على شاشة خياله فيتأثر ويتفاعل(٥).
سمو نظم القرآن:
(٢) إعجاز القرآن البياني ١٣٤
(٣) السابق ١٣٢
(٤) التصوير الفني في القرآن ٨٥
(٥) إعجاز القرآن البياني ١٣٨